وراء الرياح – عبدالله البردوني
تقولين لي : أين بيتي : مزاح ؟ … من النار زاد رمادي جراح ؟
تقولين أين ؟ وبيتي صدى … من القبر ، جدرانه من نواح
وتيه وراء ضياع الضياع … وخلف الدجى ، ووراء الرياح
هناك قراري ، على اللاقرار … وفي لا غدوّ وفي لا رواح
وراء النوى ، حيث لا برعم … جنين ، ولا موعد ، من جناح
أموت ، واستولد الأغنيات … وأبذلها ، للبلى في سماح
وأحلم ، حيث الرؤى ترتمي … على غابة ، من لهاث النباح
وحيث الأفاعي ، تبيع الفحيح … وتمتص جوع الحصى في ارتياح
لماذا اجيب ؟ وتستنبتين … سؤالا ، يبرعم حلم الصباح
فأصغي ، وأسمع من لا مكان … صدى واعدا ، زنبقيّ الصدّاح
وأشتمّ صيفا خجول القطاف … تلعتم في وجنتيك وفاح
وناغى على شاطئي مقلتيك … منى رضعا ، ووعودا شحاح
أحلن رمادي حريقا صموتا … وأورقن في شفتيه فباح
لأّنا التقينا ، ولدنا الشروق … وأهدى لنا كل نجم وشاح
فماج بنا منزل من شذا … ومن أغنيات الصّبا والمداح