ليلة – عبدالله البردوني
رنت و الدجى في خاطر الصمت هاديء … يطاوعه حلم و حلم يناوىء
و بين حنايا اللّيل دهر مكفّن … قديم ودهر في حناياه ناشيء
رنت و السنى في مقلة اللّيل متعب … يئنّ و في دور المدينة طافيء
فلاحت لعينيها خيالات عابر … يحثّ الخطى حينا و حينا يباطيء
و جالت بعينيها هناك و ها هنا … فطالعها وجه على العشق طاريء
و قالت : من الآتي ؟ فأرعد قلبه … و أخجل عينيه الغرام المفاجيء
رفّت له من كلّ مرأى صبابة … وضجّ حنين بين جنبيه ظاميء
و قال : فتى تاهت سفينة عمره … و غابت وراء اليأس عنه المرافيء
يفتّش عن سلواه في التّيه مثلما … يفتّش عن أهليه في الطيف لاجيء
فحلارت به واحتار في الحبّ مثلها … فهل تبدأ الشكوى ؟ و هل هو باديء ؟
و لفّهما ظلّ السكينه و الهوى … يعاند أحيانا و حينا يمالي
فحدّق يستقصي مفاتن جسمها … كما يتقصّى أحرف السطر قاريء
وقال : فتاتي فيك تورق فتنة … و يختال فجر كالطفوله هانيء
و يهتزّ في نهديك موج مضرّم … عميق و في عينيك يحلم شاطيء
و ألفاظك النعسا تشعّ كأنّها … على شفتيك الحلوتين لآليء
و ضمّتهما في زحمة الحبّ نشوة … و هوّم في حضن الخطيئة خاطيء
فتاة يموج الحسن فيها ة ترتمي … عليها الصبابات الجياع الظواميء
جمال و إغراء وروح نديّة … و جسم بأحضان الغواية دافيء