ثرثرات محموم – عبدالله البردوني
كان يحكي.. يبكي .. يجيب .. ينادي … يدّعي .. يشتكي .. يصافي.. يعادي
مرحبا(سعيد) .. خذ نور عيني … اسكتي .. هات بندقي يا ( عبادي)..
غادرت عمقها البحار وجاءت … ركبت ظلّها الرمال الحوادي
هل تخافين أن أموت ؟ حياتي … لم تحقّق شيئا يثير افتقادي
كنت كالآخرين ، أمشط شعري … أنتقي بزّتي ، أبيع كسادي
أشتري (ربطة) ،وأصحو بكاس … وبكاس أطفي شموع سهادي
وأوالي بلا اعتقاد وأنوي … سحق من لم يتاجروا باعتقادي
كلّ هذا عمري … وعمر كهذا … لا يساوي … عذاب يوم ولادي
اسقني يا (صلاح) .. زد .. من دعاني؟ … يا عيال الكلاب : ردّوا جوادي
كيف أقضي ديني وليس ببيتي … غير بيتي ومعزف شادي
والذي كان والدي … صار طفلي … من أداري عناده أو عنادي؟
ليست قامة الرياح جبيني … نسي الليل رجله في وسادي
زوجت بنتها بعشرين ألفا … باع (ناجي سعيد) (زيد الجرادي)
كلّ آت مضى … أتى كل ماض … ضاع في كلّ رايح كلّ غادي
(كفى واحدا كفى اثنين) .. قالوا ، … أكلوني … ويحذرون ازدرادي
ولأنّي مجوف مثل غيري … بعت وجهي لوجه مائي وزادي
اليساري رزق اليميني … وقالوا … أجود الخبز من طحين التعادي
من سيعطي (سعدا) حساما بصيرا … ثالث الساعدين ، ذيل ، حيادي
ذات يوم كانت ممرات(صنعاء) … من نبيذ ومن زهور نوادي
تتهادى النجوم في كلّ درب … كالغواني . فأين ذاك التهادي ؟
سألوا من أنا … وصرّحت باسمي … كاملا … أنكروا بأني (مرادي)
قلت (ابّي) .. (عنسي) .. (زبيدي) أشاروا: … الريالات نسبي وبلادي
أضحكتهم كتابة اسمي … وفورا … بيضت خضرة النّقود مدادي
عنده نعجة فأمسى مديرا .. … نهد أنّى مؤهّل غير عادي
لحليب الذي يسمّى جلودا … طازجات .. أمسى سرير (ابن هادي)
قبل بدء الزواج طلّقت .. صارت … كلّ زوجاتهم .. خيول رقادي
كان يخشى أبي فسادي ويبني … يوم عرسي . رفضت .. عاش فسادي
كنت أعتادها (غزلا) .. فأضحت … (فاتنا) .. ودّع الهوى يا فؤادي
من زاد النجاة … مات ليحيى … والذي لم يمت … إلى الموت صادي
سلّحونا (شيكي) وقالوا عليكم … وعليكم .. حسب القرار القيادي
كان (يحيى) كالتيس يعدو ويثغو … و(مثنى) يلقى خطابا زيادي
وهجمنا .. متنا قليلا … أفقنا … موتنا كان مولدا لا إرادي
ورجعنا … وللصخور عيون … كالصبايا وللروابي أيادي
إن تحت القناع والوجه وجها … يخفي تحت ظهره … وهو بادي
صاحب الواديين ـ دون تمنّ ـ … نال ألفا … وباع مليون وادي
بدء ليلي حبّ ، بدون عشاء … نصف يومي هوى … وخبز معادي
هل سأعتاد وجه غيري بوجهي؟ … زعموا … ربما أخون اعتيادي
قلت لي : ان ذا (أكيدا) ولكن … أيّ شيء مؤكد يا (حمادي)؟
آه … ماذا أريد ؟ أدري وأنسى … ثم أنسى … أني نسيت مرادي
كان يحكي … وفتحتا مقلتيه … مثل ثقبين … في جدار رمادي