أثيم الهوى – عبدالله البردوني

جريح الإبا صامت لا يعي … و في صمته ضجّة الأضلع

و في صدره ندم جائع … يلوك الحنايا و لم يشبع

تهدّده صيحة الذكريا … ت كما هدّد الشيخ صوت النعي

و يقذفه شبح مفزع … إلى شبح موحش مفزع

و يصغي و يصغي فلم يستمع … سوى هاتف اللإثم في المسمع

و لم يستمع غير صوت الضمير … يناديه من سرّه الموجع

فيشكو إلى من ؟ و ما حوله … سوى اللّيل أو وحشة المخدع

كئيب يخوّفه ظلمه … فيرتاع من ظلّه الأروع

و في كلّ طيف يرى ذنبه … فماذا يقول و ما يدّعي

فيملي على سرّه قائلا … أنا مجرم النفس و المطمع

أنا سارق الحبّ وحدي أنا … خبيث السقا قذر المرتع

هوت إصبعي زهرة حلوة … فلوّثت من عطرها إصبعي

توهّمتها حلوة كالحيا … ة فكانت أمرّ من المصرع

أنا مجرم الحبّ يا صاحبي … فلا تعتذر لي فلم تقنع

و لا ، لا تقل معك الحبّ بل … جريمته و الخطايا معي

و مال إلى اللّيل و اللّيل في … نهايته و هو لم يهجع

و قد آن للفجر أن يستفيق … و ينسلّ من مبسم المطلع

و كيف ينام ” أثيم الهوى ” … و عيناه و السهد في موضع

هنا ضاق بالسهد و الذكريات … وحنّ إلى الحلم الممتع

فألقى بجثّته في الفرا … ش كسير القوى ذابل المدمع

ترى هل ينام وطيف الفجو … ر ورائحة الإثم في المضجع ؟

و في قلبه ندم يستقي … دماه و في حزنه يرتعي

و في مقلتيه دموع و في … حشاه نجيب بلا أدمع

فماذا يلاقي و ماذا يحسّ … و قد دفن الحبّ في البلقع

و عاد و قد أودع السرّ من … حناياه في شرّ مستودع

فماذا يعاني ؟ ألا إنّه … جريح الإبا صامت لا يعي