يا شباب الفدى في الجنوب – عبدالله البردوني
أفق وانطلق كالشعاع النديّ … و فجّر من اللّيل فجر الغد
وثب يابن أمّي وثوب القضا … على كلّ طاغ و مستعبد
و حطّم ألوهيّة الظالمـ … ين و سيطرة الغاصب المفسد
و قل للمضلّين باسم الهدى … تواروا فقد آن أن نهتدي
و هيهات يبقى الشباب … جريح الإبا أو حبيس اليد
سيحيا الشباب و يحيى الحمى … و يفني عداة الغد الأسعد
و يبني بكفّيه عهدا جديدا … سنّيا و مستقبلا عسجدي
و عصرا من النور عدل اللّوا … طهور المنى أنف المقصد
فسر يابن أمّي إلى غاية … سماويّة العهد و المعهد
إلى غدك المشتهى حيث لا … تروح الطغاة و لا تغتدي
فشقّ الدجا يا أخي واندفع … إلى ملتقى النور و السؤدد
و غامر و لا تحذرنّ الممات … فغري بك الحذر المعتدي
ولاق الردى ساخرا بالردى … ومت في العلا موت مستشهد
فمن لم يمت في الجهاد النبيل … يمت راغم الأنف في المرقد
و إن الفنا في سبيل العلا … خلود . شباب البقا . سرمدي
و ما الحرّ إلا المضحي الذي … إذا آن يوم الفدى يفتدي
وحسب الفتى شرفا أنّه … يعادي على المجد أو يعتدي
أخي يا شباب الفدى طال ما … خضعنا لكيد الشقا الأسود
و مرّت علينا سياط العذاب … مرور الذباب على الجلمد
فلن نخضع اليوم للغاصبين … و لم نستكن للعنا الأنكد
سنمشي سنمشي برغم القيود … ورغم وعود الخداع الردي
فقد آن للجور أن يبتهي … وقد آن للعدل أن يبتدي
وعدنا الجنوب بيوم الجلاء … و يوم الفدى غاية الموعد
سنمشي على جثث الغاصبين … إلى غدنا الخالد الأمجد
و ننصبّ كالموت من مشهد … و ننقضّ كالأسد من مشهد
و نرمي بقافلة الغاصبين … إلى العالم الآخر الأبعد
فتمسي غبارا كأنّ لم تعش … بأرض الجنوب و لم توجد
أخي يا شباب الفدى في الجنوب … أفق وانطلق كالشعاع الندي