مدينة بلا وجه – عبدالله البردوني

أتدرين يا صنعاء ماذا الذي يجري … تموتين في شعب يموت ولا يدري ..

تموتين … لكن كلّ يوم وبعدما … تموتين تستحين من موتك المزري

ويمتصّك الطاعون لا تسألينه … إلى كم .. ؟ فيستحلي المقام ويشتري

تموتين … لكن في ترقب مولد … فتنسين أو ينساك ميعاده المغري

فهل تبحثين اليوم عن وجهك الذي … فثقدتيه أو عن وجهك الآخر العصري

إلى أين هل تدرين من أين ..؟ ربما … طلعت بلا وجه وغبت بلا ظهر ؟

تسيرين من قبر لقبر لتبحثي … وراء سكون الدفن عن ضحية الحشر

أتستنشقين الفجر في ظلمة بلا … هدوء .. بلا نجم .. يدل على الفجر ؟

خبا كلّ شيء فيك لا تسألينه … لماذا ..؟ ألا يعينك شيء من الأمر

وحتى الروابي فيك باعت جباهها … وما عرفت ماذا تبيع وما تشري ..

وحتى عشايا الصيف فيك بلا رؤى … وحتى أزاهير الربيع بلا عطر

وحتى الدوالي فيك ضاع مصيفها … وحتى السواقي ضيعت منبع النهر

وحتى أغاني الحبّ مات حنينها … وحتى عيون الشعر فيك بلا شعر

أتدرين أن الشمس فوقك لا ترى … وأنّ لياليك المريضات لا تسري

سدى تنشدين الفجر في أيّ مطلع … وفي ناظريك الفجر أو ليلة القدر