عتاب ووعيد – عبدالله البردوني
لماذا ليَ الجوعُ والقصفُ لك ؟ … يناشدني الجوع أن أسألك
و أغرس حقلي فتجنيه أنـ … ت ؛ و تسكر من عرقي منجلك
لماذا ؟ و في قبضتيك الكنوز ؛ … تمدّ إلى لقمتي أنملك
و تقتات جوعي و تدعى النزيه ؛ … و هل أصبح اللّصّ يوما ملك ؟
لماذا تسود على شقوتي ؟ … أجب عن سؤالي و إن أخجلك
و لو لم تجب فسكوت الجوا … ب ضجيج … يردّد ما أنذلك
لماذا تدوس حشاي الجريح ؛ … و فيه الحنان الذي دلّلك
و دمعي ؛ و دمعي سقاك الرحيق … أتذكر ” يا نذل ” كم أثملك
فما كان أجهلني بالمصير … و أنت لك الويل ما أجهلك
غدا سوف تعرفني من أنا … و يسلبك النبل من نبّلك
ففي أضلعي . في دمي غضّبة … إذا عصفت أطفأت مشعلك
غدا سوف تلعنك الذكريات … و يلعن ماضيك مستقبلك
و يرتدّ آخرك المستكين … بآثامه يزدري أوّلك
و يستفسر الإثم : أين الأثيم ؟ … و كيف انتهى ؟ أيّ درب سلك ؟
غدا لا تقل تُبْتُ : لا تعتذر … تَحسَّرْ وكَفِّنْ هُنا مأملك
و لا : لا تقل : أين منّي غد ؟ … فلا لم تسمّر يداك الفلك
غدا لن أصفّق لركب الظلام … سأهتف : يا فجر : ما أجملك