نحن أعداؤنا – عبدالله البردوني
لأنا رضعنا حليب الخنوع … تقمصنا من صبانا الخضوع
فجعنا ليكتظ جلادنا … ويطفى ، وننسى بأنا نجوع
وحين شعرنا بنهش الذئاب … شددنا على الجرح نار الدموع
ورحنا نجيد سباب الدجى … ولم ندر كيف نضيء الشموع
نفور وتطفئنا تفلة … فتمتص إطفاءنا في خشوع
ولما سمعنا انفجار الشعوب … أفقنا نرى الفجر قبل طلوع
ويوما ذكرنا بأنا أناس … فثرنا ومتنا لتحيا الجموع
ولن لبسنا رداء الأباياه … وفي دمنا المتظام الهلوع
فحين انتوينا شروع المسير … حذرنا المغبات قبل الشروع
وقلنا أتى من وراء الحدود … جراد غريب فأشقى الربوع
وليس عدانا وراء الحدود … ولكن عدانا وراء الضلوع
فقد جلت الريح ذاك الجراد … فكنا جرادا وكنا الزروع
ومن ذا اتى بعد ؟ غاز تصول … يداه ويرنو بعيني ((يسوع))
عرفناك يا أروع الفاتحين … إلى أين ؟ ليس هنا من تروع
انلقاك يا ((عنتر )) ابن السيوف … يغير الواضي وأقوى الدروع
وكانت بروق الدم المفتدي … وعودا تعي وغيوبا تضوع
هناك انتصرنا بذرنا الربيع … ولكن جنينا شتاء القنوع
وقفنا نحوك لأبلى القبور … وجوها ، نعصر طلاء الصدوع
وليس عدانا وراء الحدود … ولكن عدانا وراء الضلوع
ترى كيف نمضي وهل خلفنا ؟ … منوع وبين يدينا منوع
وأين وصلنا ؟ هنا لم تزل … نبيع المحيا ونشري الهجوع
فهل خلفنا شاطىء يا رياح … أقدامنا مرفأ يا قلوع؟
وصلنا هنا لا تطيق المضي … أماما ولا تسنطيع الرجوع
فلم يبق فينا لماض هوى … ولم يبق فينا لآت نزوع