تحت السكاكين – عبدالله البردوني

بعينيه حلم الصبايا، و في … حناياه، مقبرة مسّريحه

لنيسان يشدو ، وفي صدره … شتاء عنيف … طيور جريحه

بلاد، تهم بميلادها… … بلاد تموت، وتمشي ذبيحه

بلادان ، داخله هذه … جنين، وهذي عجوز طريحه

وآت ألى مهده يشرئبّ … وماض يئن. كثكلى كسيحه

زمانان، داخله يغتلي … دجى كالأفاعي… وتندى صبيحه

ورغم صرير السّكاكين فيه … يغنّي. يغنّي… وينسى النصيحه

فتخضرّ عافية الفن فيه … وأوجاعه وحدهنّ الصحيحه

أيا شمعة العمر ذوبي… يلحّ … فتسخو وتومي : أأبدو شحيحه؟

فيولد في قلبه كلّ يوم… … ويحمل في شفتيه ضريحه

يوالي ، فيرفض نصف الولاء … ويبدي العداوات، جلوى صريحه

له وجهه الفرد… لا يرتدي … وجوها تغطي الوجوه القبيحه

يعرّي فضائح هذا الزمان … ويعرّى ، فيبدو كأنقى فضيحه

ترى وجهها الشمس فيه كما … ترى وجهها، في المرايا المليحه