لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى – عبدالجبار بن حمديس
لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى … ولى نَظَرة ٌ نحوَ القَتول هي القتلُ
تُرَدَّد بالتكريهِ رُسْلُ نواظري … ومن شيم الإنصافِ أن تكرّم الرّسل
ركبتُ نوى ً جوّابة َ الأرضِ لم يعشْ … لراكبها عيسٌ تخبّ ولا رجل
أسائلُ عن دارِ السماح وأهْلِهِ … ولا دارَ فيها للسماح ولا أهل
ولولا ذُرى ابن القاسمِ الواهبِ الغنى … لما حُطّ منها عند ذي كرَم رحل
تُخَفَّضُ أقدارُ اللئامِ بلؤمهم … وَقَدْرُ عليّ من مكارِمِهِ يعلو
فتى لم يُفَارِقْ كفَّهُ عَقْدُ مِنّة ٍ … ولا عِرضهُ صونٌ ولا مالهُ بذلُ
له نِعَمٌ تخضَرّ منها مَوَاقِعٌ … ولا سِيمَا إن غَيّرَ الأفقَ المحل
ورحبَ جَنَابٍ حين ينزلُ للقِرى … وفصلُ خطابٍ حين يجتمع الحفل
ووجهٌ جميلُ الوجه تحسبُ حرّهُ … حساماً له من لحظ سائله صقل
مُروَّعَة أموالهُ بعطائهِ … كأن جنوناً مسّها مِنهُ أو خَبْل
وأيّ أمانٍ أو قرارٍ لخائف … على رأسه من كفّ قاتله نصل
لقد بَهَرتْ شهبَ الدراري منيرة ً … مآثرُ منكمْ لا يكاثِرُها الرّمْلُ
ورثتمْ تراثَ المجدِ من كلّ سيّدٍ … على منكبيه من حقوقِ العلا ثقل
فمنْ قمرٍ يُبقي على الأفق بَعْدَهُ … هلالاً ومن ليث خليفته شبل
وأصبحَ منكمْ في سلا الجور أخرسا … وقام خطيباً بالذي فيكمُ العدل
ملكتُ القوافي إذ توخيتُ مدحكمْ … ويا رُبّ أذوادٍ تَمَلّكها فَحْلُ