ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ – عبدالجبار بن حمديس
ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ … من الآلِ بَحْرا إذا ما اعْتَرَضْ
لها شرة ٌ لا تبالي بها … أطالَ لها سبسبٌ أم عرضُ
إذا خَفَقَ البَرْدُ بي خلْتَني … على كورها طائراً ينتفض
وإنْ يعرض البعض من سيرها … تَرَ العِيسَ من خلفها تنقرض
فلو عُوّضَ المرءُ منها الصِّبا … لما رَضِيتْ نَفْسهُ بالعِوَض
هي القوسُ، إني لسهمٌ لها … أصيبُ بكلّ فلاة ٍ غرضْ
إذا انبسطتْ للسرى أيأستْ … سنا البرق مني أو تنقبضْ
وعذبُ الدموع دليلٌ على … بُكاءِ تَبَسُّمِ بَرْقٍ ومَضَ
كأني من البعد إذ شِمتُهُ … جستُ بعرقي عِرفاً نبضْ
ترفعَ نحوَ ربوع الحمى … وحلّ عزاليهُ وانخفضْ
وجادَ على التُرْبِ من صَوْبِهِ … بريِّ الصدى وشفاءِ المرضْ