مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا – عبدالجبار بن حمديس
مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا … فقف صابراً تُسعدْ على الحزن جازعا
فمن مُبلغُ الغادين عنّا بأننا … وقفنا واجرينا بهنّ المدامعا
معالمُ أضحتْ من دُماها عواطلاً … فقلْ في نفوسٍ قد هجرنَ المطامعا
وفينا بمثياقِ العهود لربعها … كأنَّ عهودَ الرّبْع كانت شرائعا
فمن دمنة ٍ تحت القطوب كمينة ٍ … بها وثلاثٌ راكدات سوافعا
ومن خطِّ رمسٍ دارسٍ فكأنما … أمَرّ البلى محوا عليها الأصابِعا
تأوهَ منه شيّقُ الركبِ نائحاً … فَطَرّبَ فيه مُلغِطُ الطّيْرِ ساجعا
وما زلتُ أجري الدمعَ من حُرق الأسى … وأدعو هوى الأحبابِ لو كان سامعا
وأفحصُ عن آثارهم تُرْبَ أرْضِهم … كأنّيَ قد أودعتُ فيها ودائعا
كأنَّ حصاة َ القلب كانت زجاجة ً … مقارعة ً من لاعجِ الشوقِ صادعا
أماتَ ربوعَ الدار فقدانُ أهلها … فأبصرتُ منها الآهلات بلاقعا
كأنّ حُداءَ العيس في السير نعيها … وقد سُقِيَتْ سَمّاً من البين ناقعا
أدارَ البلى ولّى الصبا عنك لاهياً … فمن لي بأن ألقى الصبا فيك راجعا
أما ولبانٍ درّ لي أسحمٌ به … ومن كان أهلي بودّي مُرَاضِعا
لقد دخلتْ بي منكِ في الحزنِ لوعة ٌ … حُرِمْتُ بها من ذِمّة ِ الصبر راجعا
أيا هذه إنّ العُلى لتهزّ بي … حُساماً على صَرْفِ الحوادثِ قاطعا
ذويني أكنْ للعزم والليل والسرى … وللحرب والبيداء والنجم سابعا