كلمة كل نهار – عبدالله البردوني

كيف اشرأب (ظفار) وانتخى (صبر) … يوم التقى الشعب ، والآمال ، والقدر

وكيف عاد (لصنعاء) العجوز ، صبا … أطرى ، وأشمس ، في ارجائها السمر

وكيف يا (نقم) المولود ، كيف همت؟ … أصداؤه الخضر ، حتى أورق الحجر

وكيف أنكرت يا (صرواح) كل صدى … حتى تورّد في أهدابك الخبر

وكان يوم نشور الشعب منتظرا … وافى ، كما انهلّ في ميعاده المطر

أطلّ ، فاحتضنته كلّ رابية … وبشّر الوادي الممتد ،منحدر

وسار ، والفجر في كفيّه ألوية … ومن جراح الضحايا ، خلفه ، سحر

فهنّأت جارة أخرى ، وهنأها … جار ، وزغردت الشرفات والجدار

وها هنا غمغم التأريخ : أين أنا ؟ … من قائد الزحف ، سيف الله أو عمر ؟

ماذا هنا اليوم ، يا دنيا ؟ هنا يمن … طفل ، على شفتيه يبسم الظفر

هذا النشور ، أو الميلاد ، مدّ فما … الى الأعالي ، فدلّى نهده القمر

مضى ، وكلّ طريق تحت موكبه … شدو ، وكل حصاه حوله ، وتر

وذات يوم ، ربيعي الضحى ، نبحت … (صنوان) عاصفة تعوي وتنفجر

من ذا أهاج رماد الأمس ، فاشتعلت … في أعين الريح ، من ذرّاته ، شرر

أهذه الحرب ، يا تأريخ ، كيف ترى … من خلف (جنات عدن) أومأت (سقر)

ومرّ عام ، جحيمي ، روائحه … دم ، بحشرجة البترول ، متّزر

ودب ثان ، خريفي المدى ، قلق … يفني ، ويفنى ، ويحيا ، وهو ينتحر

وطال كالسّهد ، حتى انهدّ في دمه … تثأبت من بقايا وجهه ، الحفر

وغاب خلف الشظايا ، فابتدت سنة … تعبّىء النار ، ثدييها وتعتصر

فأجهد الموت شدقيه وقبضته … فى تجلمد في أنيابه الضّجر

وقال كل نهار : لن تنال بد … من ثورة ، مات في ميلادها ، الخطر