الأيام الخضر – عبدالله البردوني
يا رفاقي … إن أحزنت أغنياتي … فالمأسي … حياتكم وحياتي
إن همت أحرفي دما فلأنّي … يمنّي المداد … قلبي دواتي
أمضغ القات كي أبيت حزينا … والقوافي تهمي أسّى غير قاتي
أنا أعطي ما تمنحون احترافي … فالمرارات بذركم ونباتي
غير أنّى ـ ومدية الموت عطشى … في وريدي ـ أشدو فألغي وفاتي
فإذا جئت مبكيا فلأنّي … جئتكم من مماتكم ومماتي
عاريا … ما استعرت غير جبيني … شاحبا … ما حملت غير سماتي
جائعا .. من صدى (ابن علوان) خبزي … ظامئا من ذبول (أروى) سقاتي
ربما أشتهي وأنعل خطوي … كلّ قصر يومي إليك فتاتي
أقسم الجدّ … لو أكلنا بثدي … لقمة من يد … أكلت بناتي
قد تقولون ذاتي الحسّ … لكن … أيّ شيء أحسّ ..؟ من أين ذاتي ؟
كلّ هذا الركام جلد عظامي … فإلى أين من يديه انفلاتي ؟
يحتسي من رماد عينيه لمحي … يرتدي ظلّ ركبتيه التفاتي
تحت سكيّنة تناءى اجتماعي … وإلى شدقه تلاقي شتاتي
آخر الليل … أولّ الصبح .. لكن … هل أحسّت نهودها أمسياتي
هل أداري أحلامكم فأغنّي ؟ … للأزاهير واللّيالي شواتي …
عندما يزهر الهشيم سأدعو : … يا كؤوس الشذى خذيني وهاتي
الشتاء الذي سيندى عفيفا … يبتدي موسم الورود اللواتي …
ليس قصدي أن تيأسوا ، لحطاكم … قصة من دم الصخور العواتي
يا رفاقي في كلّ مكسر غصن … ـ إن توالى الندى ـ ربيع ، مواتي
يرحل النبع للرّفيف ويفنى … وهو يوصي : تسنبلي يا رفاتي
والروابي يهجسن : في ما وقوفي … هل هنا يا مدى … سأرمي ثباتي ؟
سوف تأتي أيامنا الخضر لكن … كي ترانا نجيؤها قبل تأتي