عدنان الصائغ
البحث عن عنوان – عدنان الصائغ
خذْ ثمانيةَ أعوامٍ من عُمري، وصفْ لي الحرب خذْ عشرين برتقالةً، وصفْ لي مروجَ طفولتي خذْ كلَّ دموعِ العالمِ، وصفْ لي الرغيف خذْ كلَّ زهورَ الحدائقِ، وصفْ لي رائحةَ شَعرها الطويل خذْ كلَّ البنوكِ والمعسكراتِ والصحفِ، وصفْ لي الوطن خذْ كلَّ قصائدَ...
انكسارات حرف العين3 – عدنان الصائغ
انكسارات حرف العين فصل ثالث وصولاً إلى الدهشةِ، أتوغّلُ في لحاءِ الشجرِ، وصولاً إلى النسغِ صاعداً باتجاه الوريقاتِ وهي تَفتحُ عينيها لأولِ مرّةٍ على عالمِ الخضرةِ والسواقي والأسواقِ. ها أنَّنِي أرتعشُ مع أصغرِ برعمٍ في الطبيعةِ، وأخفقُ مع أبعدِ طائرٍ أو نجمةٍ...
انكسارات حرف العين2 – عدنان الصائغ
انكسارات حرف العين فصل ثانٍ في الطريقِ إلى الشهرةِ، في الطريقِ إلى بائعِ الخضراواتِ، في الطريق إلى الباصِ، في الطريق إلى قبوِ الأضابيرِ، في الطريق إلى القرنفلِ الأبيضِ، في الطريق إلى دبقِ المقهى، في الطريق إلى بورخس، في الطريق إلى شطرنجِ الوظيفةِ،...
انكسارات حرف العين – عدنان الصائغ
فصل أول ماذا جنيتَ يا حرفَ العينِ. أَعْرِفُ أنَّكَ خسرتَ كثيراً حتى الحقول، وأنَّ القصائدَ المخبّأةَ في أدراجِكَ سيقرضها الفأرُ، فلا يبقى منها سوى أرقامِ الباصاتِ. وحيداً تصعدُ سُلَّمَ المجلّةِ إلى المحاسبِ، يتبعكَ حشدُ الدائنين… المُؤَجِّرُ الشرهُ ذو الكرشِ التا من أجلِ...
سراب – عدنان الصائغ
سرابٌ أم بحرٌ أم مرآةٌ… هذه المرأةُ التي نزفتُ لأجلها أجملَ سنواتِ عُمري على الورقِ (ما فائدة أنْ تحتفظي بأوراقي الآن… أَلِأجلِ أنْ تقولي لصديقاتكِ: كان يُحِبّني هذا الشاعرُ حبّاً مجنوناً؟)… المرأةُ التي بَدَّدتني كالرملِ في قبضةِ البحرِ، وملامةِ ال أكنتِ تَحسِبين...
مطر – عدنان الصائغ
“السماءُ تنسربُ مطراً أنا عالقٌ بأفواهكنَّ أيّتُها السيِّداتُ، يا قلوباً من الخَلِّ الحادِ” الشاعر انطونان أرتو (1896 ـ 1948) . . . الشوارعُ مُبلَّلَةٌ وذكرياتي أيضاً وأنتِ على الرصيفِ، وحدكِ، بمظلّتكِ الملوّنةِ الشوارعُ نايٌ حزينٌ وقلبي وحدهُ يُصغي لمعزوفةِ خطوكِ المطريِّ بينما...
نميمة – عدنان الصائغ
“ولو كان واشٍ باليمامةِ دارهُ وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا” عروة بن حزام . . . لا شتاءَ لا منفى… سوى لحظاتِ شرودكِ عَنِّي لا مطرَ… سوى هطولِ شَعركِ على صحراءِ طاولتي لا أشجارَ… سوى ما تقولين لا نجومَ… سوى ما تترُكُهُ...
البحر صاعداً سلالم المستشفى – عدنان الصائغ
صاعداً سَلالمَ المستشفى إلى حيث البحر يُطِلُّ من الشُرفةِ أبيضَ ووحيداً بلونِ الشراشفِ، بعينين دامعتين ترنوان إلى المَصْلِ الذي يقطرُ بالذكرياتِ، قطرةً قطرةً… أو خطوةً خطوةً… يصعدُ الألمُ سَلالمَ نبضي بهدوءٍ أسود، يَفتحُ البابَ المُؤدّي إلى قلبي، يَجل تفتحين عينيكِ الناعستين بتثاقلٍ...
حجر ومقاطع ويديكِ – عدنان الصائغ
أَيّها القلبُ يا صاحبي في الحماقاتِ يا جرحَ عُمري المديدَ أنتَ بادلتني الحُلْمَ بالوَهْمِ ثم انحنيتَ ترتّقُ ظلَّكَ في الطُرُقات أنتَ أَوْصَلتني للخرابِ وسمّيتهُ {وطناً} ثمَّ بيتاً فنافذةً نصفَ مفتوحةٍ أنتَ ضيَّعتني ثم ضعتْ غيومٌ بيضاء مسافرة… بلا وطنٍ عندما تتعبُ من...
عناءات – عدنان الصائغ
إلى رجل غبي يُسمّى قلبي … . . . متى أَستريحُ؟ مَنْ أورثني هذا الحنينَ والبكاءَ والتسكّعَ؟ روحي مدينةٌ مهجورةٌ… تبحثُ عمَّنْ يرمّمها أديرُ قرصَ الهاتفِ لا أحدَ… أبعثُ برسائل لا عنوانَ لأصحابها أَطْرُقُ أبوابَ الصحفِ لا قصيدةَ عِنْدي تَصلحُ للنشرِ ماذا...
مَنْ قصَّ شعرَها الطويل؟ – عدنان الصائغ
كانتْ لي في طفولتي دميةٌ سرقوها قبل أنْ تتعلّمَ النطقَ وتلعبَ معي وكان لي في صباي حقلٌ ذهبيٌّ من سَنَابِل قطعوا عنه ماءَ النهرِ وحبسوا الغيمَ فاستعنتُ بدموعي قالوا لي: لا تبكِ… الرجالُ لا يبكون فماتتِ السَنَابِلُ وتفتّتتْ حبَّاتُ القمحِ على بياضِ...
أُغنية – عدنان الصائغ
أنتشي بكركراتِ طفولتكِ وهي تتكدّسُ على عُشْبِ عُمري الذابلِ، بالكريستالِ الذي يتكسَّرُ، يا امرأةً من ذَهَبٍ وقَيمرٍ ودموعٍ.. أحاولُ لملمةَ هذا البحرَ الذي ينسلُّ من بين أصابعي، وأعني: شَعركِ الطويلَ مذرذراً زَبَدَهُ وياسمينَهُ على الشوارعِ.. أينما تذهبين، تفضحكِ رائحةُ البحرِ وسِرْبُ الفَراشاتِ...
زَبَدُ العيونِ السود – عدنان الصائغ
أسبلتْ رِمْشَها الأسودَ واستسلمتْ مُلتذَّةً – لحُلْمِها (راقبتُ انكسارَ شفقِ الشرودِ على شحوبِ وجنتيها راقبتُ وجيبَ أصابعِها على خطوطِ الطاولةِ المتعرّجةِ راقبتُ…) انتبهتْ فجأةً لضياعي في شوارعِ عينيها الممطرتينِ بلا مظلّةٍ ولا هدفٍ… إلى أين أمضي بقلقي هذا؟ كعلامةِ استفهامٍ حائرةٍ ولا...
مقاطع حب – عدنان الصائغ
(1) قالتْ: لماذا تَجلِسُ هكذا تُحدِّقُ في أمواجِ النهرِ وتنسى المدينةَ؟ قلتُ لها: ذلكَ لكي أجمعَ أمواجَ النهرِ الغاربةَ وأطرحها من حياتي قالتْ: ولماذا تجلسُ هكذا تُحدِّقُ في عينيَّ ساعاتٍ طويلةً وتنسى العالم؟ قلتُ لها:……… ماذا قلتُ لها؟ لمْ أقلْ لها شيئاً…...
إلى زهرة الياسمين رجاءً – عدنان الصائغ
“بكِ كثافةُ الوردةِ في ذبولها…” رينيه شار . . . (1) قلتُ لزهرةِ الياسمين: من أينَ لكِ كلّ هذه الطاقةِ على العَبقِ وأنتِ محاطةٌ بالشوكِ من كلِّ جهاتِ القلبِ الأربعِ ابتسمتْ… وأشارتْ إلى ما تحت أوراقها البيض كانتْ ثَمَّةَ ندوب كثيرة تضرّجُ...
محاولات – عدنان الصائغ
أحاولُ أنْ لا أتذكَّرُكِ هذا اليوم فتغافلُني ذاكرتي وتتسلّلُ خفيةً كصبيٍّ مذنبٍ … إلى حيث تجلسين لصقَ نافذةِ القلبِ تُحصِين الدقَّات المرسومَ عليها اسمكِ… وتُحدِّقين بالمطرِ مطر حبّي وهو يُبَلّلُ ذاكرةَ الزجاجِ الأصفرِ، والشوارعَ الهاربةَ، وضَفيرتَكِ الطويلةَ، والحافلات التي هرمتْ مثلي من...
ألوان – عدنان الصائغ
“ما عليَّ إذا لم يكن لي صولجان أليسَ لي قلم” فولتير “وكنتُ أنا نائمة، على جنبي الأيمن أُصغي إلى خفقِ دمكَ الجوّاب قرب عنقي، عنق المرأة العارية..” سان جون بيرس . . . كلماتُكِ.. آهٍ… كلماتكِ أحالتْ صباحي المندّى إلى غابةٍ من...
رماد الصدفة – عدنان الصائغ
“حسناً، سأَخرُجُ من وحدتي لكنْ، إلى أين؟” – أدونيس – . . . إلى أين ترحلين.. يتبعكِ بكاءُ الشوارعِ، وغربةُ القدّاحِ الأبيضِ وندمُ روحي.. إلى أين تَهرُبين.. من قصائدي وهي تُلَاحِقُكِ في كلِّ مكانٍ إلى أين تمضين بشَعركِ الطويلِ بعيداً عن فوضى...