محاولات – عدنان الصائغ

أحاولُ أنْ لا أتذكَّرُكِ هذا اليوم

فتغافلُني ذاكرتي وتتسلّلُ خفيةً كصبيٍّ مذنبٍ

… إلى حيث تجلسين لصقَ نافذةِ القلبِ

تُحصِين الدقَّات المرسومَ عليها اسمكِ…

وتُحدِّقين بالمطرِ

مطر حبّي وهو يُبَلّلُ ذاكرةَ الزجاجِ الأصفرِ، والشوارعَ

الهاربةَ، وضَفيرتَكِ الطويلةَ، والحافلات التي هرمتْ مثلي

من طولِ التسكّعِ

………………

…………………

أحاولُ أنْ أغيّرَ شَكْلَ كتاباتي

فتتمرّدُ عليَّ أصابعي

وتقفزُ كأولادٍ مشاكسين

فوق سياجِ حدائقِ شَعركِ

لتقطف اللوزَ والقصائدَ والفوضى

وتَكتُب اسمكِ على لحاءِ جُذُوعِ الشجرِ

تُرى كيف تبدو الحدائقُ بلا اسمكِ

كيف تبدو الشوارعُ بلا ذكرياتكِ

وماذا أفعلُ بأصابعي…

بلا شَعركِ الطويلِ

إنَّنِي الوحيدُ

الذي له الحَقُّ في التغزّلِ باسمكِ علناً

في الشوارعِ وساحاتِ المدارسِ والمظاهراتِ

ودواوين الشِعرِ والحاناتِ والحدائقِ العامةِ

فكيف لا تكونين مغرورةً

أمام الأخرياتِ…

كيف لا يتهمونكِ بالغرورِ

وقد جعلتُ اسمكِ على كلِّ لسانٍ

………………

………………

أحاولُ أنْ أَستريحَ لدقائق

من حبّكِ

فيُغافِلُني قلبي

ويهرعُ إلى براريكِ الشاسعةِ

كحصانٍ مجنونٍ ضجِرٍ

قلبي مجنونٌ أكثر مِمَّا يجبُ

شرسٌ وضجِرٌ وجامحٌ

وأنا شاعرٌ

لا يجيدُ ترويضَ قلبهِ