إلى زهرة الياسمين رجاءً – عدنان الصائغ

“بكِ كثافةُ الوردةِ

في ذبولها…”

رينيه شار

.

.

.

(1)

قلتُ

لزهرةِ الياسمين:

من أينَ لكِ كلّ هذه الطاقةِ على العَبقِ

وأنتِ محاطةٌ بالشوكِ

من كلِّ جهاتِ القلبِ الأربعِ

ابتسمتْ…

وأشارتْ إلى ما تحت أوراقها البيض

كانتْ ثَمَّةَ ندوب كثيرة تضرّجُ جسدَها الغضَّ

لا بأس…

ما دام هنالك عاشقان

على ظهرِ الأرضِ

أو فراشتانِ في الأثيرِ

فسأتفتّحُ

(2)

قلتُ لقلبي:

من أين لكَ هذه الطاقة على الحنينِ

وأنتَ مشظّى على كلِّ الدروبِ

نظرَ لي بانكسارٍ:

أَيّها الشاعرُ الحزينُ

ماذا أفعلُ؟

إذا كنتَ لا تتوقَّفُ عن الحبِّ

(3)

قلتُ لعينيها:

يا أجملَ عينين على الإطلاق

من أين لكِ كلّ هذا الكُحْلِ

ابتسمتْ بغنجٍ عذبٍ:

من سحرِ قصائدكَ

قلتُ للقصائد:

من أين لكِ كلّ هذه العذوبة

قالتْ بدلالٍ أيضاً:

من سحرِ عينيها

(4)

قلتُ لها:

ما لي كلّما رأيتكِ من بعيدٍ

أرتعشتْ أزهارُ التوقِ على كمِّ قميصكِ

وأحسستُ بفَراشاتِ دمي تَرتعِشُ

وهي تحومُ حولَ تُوَيْجَاتِ صدرِكِ المُشرئِبّةِ

ما لي كلّما عبرني حفيفُ ضَفيرتِكِ الطويلةِ

… على الرصيفِ

تساقطَ مطرُ قلبي

على كلِّ الأرصفةِ