يوم فلسطين – محمد مهدي الجواهري

هبت الشامُ على عاداتها … تملأ الأرضَ شباباً حَنِقا

نادباً بيتاً أباحوا قُدْسَهُ … في فِلَسْطينَ . وشملاً مِزَقا

بَرَّ بالعهد رجالٌ أُنُفٌ … أخذ الشعبُ عليهم مَوْثقا

شرَفاً يومَ فِلسطينَ فقد … بلغ القِمَّةَ هذا المرتقى

ألبس الملكَ رداءً وازدهت … روعةُ التاريخِ منه رَوْنقا

اسمعي يا جِلَّقٌ إن دماً … في فِلَسْطينَ هضيماً نطقا

عربياً سال من أفئدةٍ … عربياتٍ تلظت حُرَقا

صبغ الأرضَ وألقى فوقها … من فداءٍ وإباءٍ شفقا

تَحْمِلُ الريحُ إلى أرجائها … من زكّياتِ الضحايا عَبَقا

اسمعي يا جلقٌ إن دما … في فِلَسْطينَ ينادي جِلَّقا

اسمعي : هذا دمٌ شاءت له … نخوةٌ مهتاجةٌ أنْ يُهْرقا

شدَّ ما احتاجت إلى أمثاله … أممٌ يُعوِزُها أن تُعْتَقا

شاهدٌ عدلٌ على الظلم إذا … كَذَبَ التارِيخُ يوماً صدقا

احملي ما اسطَعْتِ من حبّاته … واجعليها لعيونٍ حَدَقا

يسقطُ الطفْلُ على والده … وارداً موردَه معتنِقا

وتمر الأمُّ غضبى ساءها … في سباق مِثلِهِ أن تُسبَقا

نَسَقٌ للموت لم نسمعْ به … ليتنا نَعْرِفُ هذا النسقا

هكذا تُعْلِنُ صرعى أمةٍ … أن شعباً من جديدٍ خُلِقا