بَرمٌ بالشباب – محمد مهدي الجواهري

برِمْتُ بريَعانِ هذا الشبابِ … تخارَسَ في الفجرِ صدّاحُهُ

وجاء خِضَمَّ الحياةِ الرهيب … وكفَّ عن الجدفِ ملاَّحه

برمتُ فليتَ الرد ى عاصفٌ … بهذا الشباب فيجتاحه

أموتُ وجهدُ الحياةِ اللذيذ … تطوفُ بعينيَّ أشباحه

تُهدهِدُ روحيَ أمساؤه … وتُنعشُ نفسيَ أصباحه

أموتُ وبي ظمأ للشَّجا … تهُبُّ فتعصِفُ أرياحه

فماليْ وللعيشِ لا تُستثارُ … بنار التحرُّقِ أطماحه

وماليْ وللموتِ إن لم ترِفَّ … عليَّ من الحُزن أفراحه

سيُطربُني وقعُ زحفِ السنين … بسرِّ الحياةِ ، وعُمقِ القِدَمْ

وتفتحُ عينيَّ سُودُ الدياجي … يُنوِّر منها بريقُ الألم

ستُلهِبُني عاصفاتُ الرِّياح … فقد ملَّ سمعي وئيدَ النَّسم

أرى الموتَ نبعَ الحياةِ الجميلَ … إذا خَضَبته الليالي بدم

وعن وهَج الكأس كأسِ الوجود … تُترجِمُ عيناي سرَّ العدم

ألذُّ عناقَ ظِلالِ الحياةِ … تخالَطَ فيها سرورٌ بهم

ولا أعرِفُ النومَ حتى ترِفَّ … على جانبيهِ نُسورُ الحُلُم

يُصافِقُ منها الجناحُ الجناحَ … وتُوشِكُ من زحمةٍ ترتَطِم

ولم أدر ما يقظةٌ لا تُثارُ … عواصفُها برهيب النَّغم