وَأَهوى عَلى صَدرِها باكِياً – الياس أبو شبكة

وَأَهوى عَلى صَدرِها باكِياً … وَأَهوَت عَلى رَأسِهِ باكِيَه

وَما هِيَ إِلّا دَقايِقُ حَتّى … تَلاشَت رُؤى نَفسِها الدامِيَه

فَأَدنَت إِلى ثَغرِهِ ثَغرَها … عَلى مَشهَدٍ من تُقى الرابِيَه

عَلى مَشهَدٍ من نَقاءٍ الزُهورِ … العَذارى وَمن عِفَّةِ الساقِيَه

وَإِذ صَعِدَ البَدرُ خَلفَ الجِبالِ … وَذابَ عَلى الرَبوَةِ العالِيَه

وَهَوَّمَتِ الطَيرُ بَينَ الغُصونِ … لِتَحلمَ أَحلامَها الصافِيَه

وَلم يَبقَ يُسمَعُ في الحَقلِ إِلّا … تَنَهُّدُ شَبّابَةِ الراعِيَه

أَفاقَ الحَبيبانِ من سَكرَةِ الدُموعِ … إِلى سَكرَةٍ ثانِيَه

وَظَلّا من السُكرِ في نَزواتٍ … تُطَهِّرها عِفَّةٌ باقِيَه

إِلى أَن دَنا مَوعِدٌ لِلفِراقِ … وَاصفَرَّت الأَنجُمُ الساهِيَه

كَأَنَّ النُجومَ الضَئيلَة في الأُفقِ … رَشحُ خُمورٍ عَلى خابيه

كَأَنَّ النجومَ زَفيرُ خَطايا … تُصَعِّدُهُ لَيلَةٌ زانِيَه