عِندَ ذا هبَّ جالِساً وَتَهَيّا – الياس أبو شبكة

عِندَ ذا هبَّ جالِساً وَتَهَيّا … لِيُناجي غَرامُه العذرِيّا

وَحَفيفُ الصَفصافِ يَهمِس في النَه … رِ كَلاماً عَن الحَياةِ خَفِيّا

قالَ أَصغي إِلَيَّ إِنّي فانٍ … فَالقوى لَن تَعودَ بَعدَ إِلَيّا

أَنا أَمشي إِلى الضَريحِ حَثيثاً … فَعَذابي يَثورُ في رِئَتَيّا

أَيُّ نَفعٍ ترجينه يا عَروسي … من بُكاءٍ ما عادَ يَنفَعُ شَيّا

أَيُّ نَفعٍ وَالمَوتُ يَنسِجُ ثَوبي … بِخُيوطِ الظَلامِ من مُقلَتَيّا

إِرجِعي إِرجِعي فَتِذكارُ حُبّي … وَلَيالِيّ بات ثَقلاً عَلَيّا

إِرجِعي إِنَّني بَليتُ وَما أَص … بَحَ غير الديدانِ يَرغب فِيّا

في شَواطي النيلِ السَعيدِ مِياهٌ … فَاِسأَليها غَداً زَلالاً شَهِيّا

وَاِستَعيدي بهِ هَوىً وَشَباباً … نيلك العَذبُ غَير بردونِيّا

وَإِذا ما مَرَرتِ تَحتَ نَخيلِ النَه … رِ يَوماً حَيثُ اِبتَسَمنا مَلِيّا

حَيثُ كُنّا نَبني قُصورَ الأَماني … حَيثُ كُنّا نَجني الشَبابَ النَدِيّا

حَيثُ كُنّا نُلَقِّنُ القَلبَ درساً … فَيَعيه النَخيلُ من شَفَتَيّا

فَاِحذَي وَقفَةً هُناكَ لَئِلّا … تَسمَعي من فَم النَخيلِ نَعيّا