هذه الشمسُ أين ذاك الملامُ – ابن شيخان السالمي
هذه الشمسُ أين ذاك الملامُ … ليس يبقى مع النهار ظلامُ
أأُرجي من العواذل نصحاً … ما قفا حارةَ الكلاب عظامُ
رفلت في بدائع الحسنِ حتى … خدمتها الألباب والأجسامُ
وغدونا لمقلتيها رمايا … ولنا منهما الِلحاظ سهَامُ
غير أنَّا منها غدونا نَشاوَى … فَلُماها ومقلتاها مُدامُ
لا عجيب من جفنها استُلَّ لحظٌ … كل جَفن يُستلُّ منه الحُسامُ
لحمَام الحلي رِقّة صوت … أبدعت من سماعها الأنغامُ
ذكّرتنا حورَ الجِنان إذا ما … حرَّك الحَلْيَ مَشْيُها والقِيامُ
إنَّ للبِيض والرماح لأَص … لَيْنِ لحظُها وذاك القَوامُ
لا خَبَتْ نار وجنتيها فمنها … في نُهى العاشقين شبّ ضِرامُ
والمحيَّا والفرع أصلٌ ومنه … نشأ الصبح مُسْفِراً والظلامُ
وكذا لا انجلى من الفرع ليل … فلنا فيه حَيرة وهُيَام
ورعى الله صبح وجه تجلىّ … كم لنا فيه مقعدٌ ومَقامُ
يا رعى الله عهدنا بالمصلى … لا دَهاه من الخطوب انصرامُ
كان لي في حماه ملعبُ انسٍ … نشرت فيه طيبَها الأيام
آه مَنْ مُسعدِي لاطفاءِ نارٍ … بي مجازاً وتلك عُرفاً غرامُ
كلما انهلّ فوق صدري سيلٌ … من دموعي يزيد فيها أُوامُ
هذه نسمةُ الصباح دعوها … تهتدي فهي للقلوب زمام
أنا مصدوعُ مهجةٍ بالتنائي … ولها كان بالتداني التئامُ
ما تشفّيت بالنسيم وما كُ … لُّ دواء تُشفَى به الأسقامُ
غير أني وجدت منها ارتياحاً … كلَّما لجَّ بالفؤاد الغرامُ
مثلما ارتاح بالندى والمعالي … فيصلُ الأوحدُ المليكُ الهمامُ
أرْيَحيُّ النَدى من البحر كفّاً … لم يَزُرها الارهاقُ والاعدامُ
خطبته العُلا فلم ترضَ كُفْئاً … غيرَه والشهودُ فيها الأنامُ
وأتت نحوَه المقاصدُ طوعاً … فجرى الحكم والزمانُ غلامُ
وسَعت للعُلا الملوكُ ولكن … هو في الفضل للملوك إمامُ
سبقوا في العُلا سواهُ ولكن … سَبقت منه قبلهم أقدامُ
مِنْ يديه وسيفِه للرعايا … والأعادي الإِنعامُ والانتقامُ
كيف يخفى سلطانُ مسقطَ فضلاً … نُشرت حول بابه الأعلامُ
بحر فضل فالبر والبحرُ يجري … وَلكلٍّ بفضله إلمامُ
زُرْه تظفَرْ فحولَه الناس جمعٌ … فقعود وآخرون قيامُ
جمعتْهم حاجاتُهم وهي شتّى … ورأوه به يُنال المرامُ
سوّدته أفعالُه البيضْ لكن … أيَّدتْه الآباءُ والأعمامُ
فغدا في دَسْتِ الخلافة فرداً … وعليه الاجلال والاعظامُ
باحتفال تنزاحُ عنه البلايا … ونَوالٍ تُمتاح عنه الغَمامُ
يا هُمامٌ قد زارك العيد بالسَّعْ … د ومنكم لزائرِ الاحترامُ
من بعيد أتاكمْ يطلب الفَوْزَ … بلقياك والخطوب نيامُ
ما أتاكم يبغي قِراكَ ولكن … شاقه من صفاتك الاسلامُ
آذنته الأيام أن بقاكم … ماله في طُول الزمان انصرامُ
إنَّه نعمة من الله لا شكَّ … وكفرانُها علينا حرامُ
فلك البشر والهَنا بلقاهُ … وله الشكر منك والإِكرامُ
زادك الله بهجةً وانشراحاً … وتوالت إليكم الانعامُ
وعلى الخادم الثنا والتهاني … وعلى فضلك الوفا والتمام