نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا – الشريف المرتضى

نَوِّلِينا منكِ الغداة َ قليلا … وصلينا فقد هجرتِ طويلا

ودَعينا من المَلالِ فما نَعْـ … ـرفُ مولًى فى الحبّ إلاّ ملولا

وأطيعى فينا العذولَ فما زلـ … ـتِ تطيعين فى المحبّ العذولا

وعدينا فربّما علّل الوعـ … ـد فى الماطلين قلباً عليلا

قد مَرَرْنا على الدّيارِ تبدَّلْـ … ـنَ دُثوراً بِجِدّة ٍ وخُمولا

نكرتها منّا العيونُ فما تعر … ـرفُ إِلاّ رسومَها والطّلولا

وبوادى البشامِ من لو رشفنا … ه شفينا من الفؤاد غليلا

جمعَ الحسنَ وجهُهُ فتولَّى … ـهُ طلوعاً وكان يرجو الغُفولا

قلْ لمُغْرٍ بالصَّبرِ وهْوَ خَليٌّ … وجميلُ العذول ليس جَميلا

ما جَهلنا أنَّ السُّلوَّ مُريحٌ … لو وجدنا إلى السُّلوِّ سبيلا

جزعت للمشيب ” جانية ُ الشّيـ … ـبِ وقالت: بئس النَّزيلُ نزيلا

ورأتْ لمّة ً كأنّ عليها … صارماً من مشيبها مسلولا

رَ اللّواتي علَّمْنَ فيه الجَهولا … عَنَتُ الغانياتِ منه مَهولا

عانيتْ منه والحوادثُ ينكرْ … نَ طُلوعاً لم ترجُ منه أُفولا

لا تذمّيه فالمشيبُ على طو … لِ بقاءِ الفتى يكونُ دليلا

لو تخيَّرتُ والسّوادُ ردائي … ما أردتُ البياض منه بديلا

وحسامُ الشبابِ غير صقيلٍ … هو أشهَى إليَّ منه صَقيلا

قد طلبا فما وجَدْنا عنِ الشَّيـ … ـبِ مَحيصاً يُجيرُنا أو مُميلا

إنّ فخرَ الملوك والدِّين والدَّو … لة ِ ألقَى عليَّ مَنَّا ثَقيلا

نلتُ منه فوقَ المُنى وعُدِمْنا … قبله من ” يبلّغِ ” المأمولا

فمتى ما مَثَلْتُ بينَ يديهِ … مدّ ضبعى حتّى شأوتُ المثولا

وقراني والشّاهدون كثيرٌ … منه ذاك الترَّحيبَ والتأهيلا

ثم أدنى إلى المحلّ الذى ينـ … ـظرُ نحوي فيه المُساقون حُولا

كلَّ يوم له صنيعٌ كريمٌ … كانَ للدَّهر غُرَّة ً وحُجولا

وأيادٍ جاءتْ وما ” بعث ” العا … فى إليها من الطّلابِ رسولا

مُشرقاتٍ كما نظرتَ الثُّريّا … أَرِجاتٍ كما نشقْتَ الشَّمولا

وولوعٍ بالجودِ يُجزِلُ إنْ أعـ … طَى نفيساً وإنْ أجابَ سَؤولا

مَن سطا بابنِ واصلٍ بعدَ أنْ كـ … ـانَ لملْكِ الملوك خَطْباً جَليلا؟

لَزَّهُ في قَرارة ٍ تخذَ اللُّجْـ … ـجَة َ منها كهفاً له ومَقيلا

في سَفينٍ ما كنَّ بالأمسِ في أَرْ … بقَ ” إلاّ نجائباً وخيولا

وألالاً مذروبة ً ودروعاً … ورماحاً خطّارة ً ونصولا

مستجيراً بغمرة ِ الماء لا ينـ … ـوي مُقاماً ولا يريدُ رَحيلا

كره الموتَ فى النّزالِ عزيزاً … فانثنَى هارباً فماتَ ذليلا

لم تنلها ختلاً وشرٌّ من الخيـ … ـبَة ِ في الأمرِ أن تكونَ خَتولا

وأبيها ” تلك ” القلالُ لقد ما … طلن من بأسك الشّديد مطولا

لم يؤاتين طيعاتٍ ولكنْ … زلن لمّا أعييتها أنْ تزولا

وهلالٌ أرادَها غِرَّة ً منـ … ـك فولَّى وما أصابَ فتيلا

زار ” وهناً ” كما تزور ذئاب الـ … ـقاع ليلاً ” فسالة ً ” ونكولا

ورأى نفسه تهاب من الحر … ب جهاراً فاختان حرباً غلولا

فتلقّيته كمنتظرٍ منه … طلوعاً وكان يرجو ” الغفولا “

في رجالٍ شُمٍّ إِذا رُئموا الضَّيـ … ـمَ أسالوا من الدّماءِ سيولا

ألفوا الطّعنَ فى التّرائب واللّبّـ … ـاتِ شيباً وصبية ً وكهولا

فثَوى بعد أن مَنَنْتَ عليهِ … فى إسارٍ لولاه كان قتيلا

لابساً ربقة َ الحياة ِ وقد كا … ن قَطوعاً عِقْدَ الحياة ِ حَلولا

يا أعزَّ الورى نِجاراً وخِيماً … ومحلاًّ وجانباً وقبيلا

والذى عاد كلُّ صعب من السّؤ … ددِ والمجد فى يديه ذلولا

شكر الله منك أنّك سهّلـ … ـتَ إلى بيتهِ العتيقِ الوصولا

ورفاقُ الحجيج لولاك ما كا … نوا على المشعرِ الحرامِ نُزولا

لا ولا عَقَّروا بخَيْفِ مِنى ً نِيـ … ـباً وجرّوا على المقام ذيولا

أنتَ شاطرْتَهمْ مقيماً بأوطا … نك ذاك التَّكبيرَ والتَّهليلا

إنّ عيد النّحرِ المبارك قد جا … ءَ سريعاً بما تحبُّ عَجولا

فاغشَه ناعمَ الجوانح جَذْلا … نَ شروداً فى الطيّباتِ دخولا

لا جفاك السُّعودُ من كلِّ يومٍ … وتلقَّاك بُكرة ً وأَصيلا

فلئن أَنجبا وطابا فروعاً … فبما طبتَ إذ نجبتَ أصولا

وعلى مثل ما عهدنا ليوثُ الـ … ـغابِ تمضي قِدْماً عهدَنا الشُّبولا