ليسَ التجلُّدُ شِيمَة َ العُشَّاقِ – السري الرفاء
ليسَ التجلُّدُ شِيمَة َ العُشَّاقِ … إلا إذا شِيبَ الهَوى بنِفاقِ
عُدْ بالمُدامِ على سَليمِ زَمانِه؛ … إنَّ المُدامَ له من الدِّرياقِ
بكراً أضافَ إلى مَحاسِنِ خَلقِها … قَرعُ المِزاجِ مَحاسِنَ الأَخلاقِ
و أعوذُ من شَرْقِ البلادِ بِغَرْبِها … فأؤُوبُ من وَصَبٍ إلى إخفاقِ
مثلَ الهِلالِ أَغَذَّ شَهْراً كامِلاً … فرَماه آخرُ شَهْرِه بمَحاقِ
سَفَرٌرَجَوْتُ به النِّهاية َ في الغِنَى … فبلغتُ منه نِهاية َ الإِملاقِ
و لكَمْ طَلَعْتُ على الشآمِفنفَّسَتْ … شِيَمُ الأميرِ التغلبيِّ خِناقي
جَدَّدْتَ أخلاقَ المَكارمِ بعدَما … أشفَتْ خَلائِقُها على الإخلاقِ
و فَعَلْتَ في نُوَبِ الحَوادِثِ مثلَ ما … فَعَلَتْ ظُباكَ بمَعْشَرٍ مُزَّاقِ
و ملَكْتَ بالمِنَنِ الرِّقابَو إنَّما … مِنَنُ المُلوكِ جَوامِعُ الأَعناقِ
المجدُما سَلِمَتْ خِلالُكَسالِمٌ … و الجُودُما بَقِيَتْ يَمينُكَبَاقِي
علَّمْتَني النَّظرَ المديدَ إلى العُلى … من بَعْدِ ما أَلِفَ العِدا إطراقي
فكأنَّما أسطو لشَزْرِ لواحظي … بِظُباً على كَيْدِ العَدُوِّ رِقاقِ
فَلأَجلِبَنَّ إليكَ كلَّ غَريبَة ٍ … تُضْحى الكِرامُ لها من العُشَّاقِ