لمن الجلال يفوق كل جلال – أحمد محرم
لمن الجلال يفوق كل جلال … أهي العروبة في حماها العالي
أهي الحمية هاجها متوثب … داس العرين وهم بالرئبال
تلك الوفود من المشارق أقبلت … تقضي الذمام لقومها والآل
من كل واضحة الجبين يزينها … بأس الكماة ونجدة الأبطال
شتى مناقبها توارث قومها … أحساب يعرب في الزمان الخالي
تبغي الحياة عزيزة لبلادها … وترد حكم الطامع المغتال
هن ائتمرن بخير دار أنشئت … بالمشرقين لصالح الأعمال
للناهضات الذائدات عن الحمى … الحاملات فوادح الأثقال
المدركات الحق يفزع صارخا … ويضج بين مخالب الأغوال
أو ما كفى نوم الحماة وما جنت … المضاجع من أذى أذى وخبال
شرف الحياة لكل نفس حرة … تأبى حياة الضيم والإذلال
والشعب إن خفض الجناح ولم يذد … عن حوضه أمسى بأسوا حال
هو يا فلسطين النضال وهل نجا … من حتفه وطن بغير نضال
لا تنكري شيم النفوس وأبشري … بأحب منقلب وخير مآل
وثقي بربك إنه لك ناصر … ما مثله من ناصر أو وال
قولي لروزفلت المؤمل عدله … روزفلت ما للظالمين ومالي
أعلي إيواء الشريد ومن دمي … يسقى ويطعم بعد قتل عيالي
شر القضاة سجية وأضرهم … قاض يرى الإنصاف غير حلال
يا بائعي عرض العروبة ويحكم … لا تجهلوا . . . عرض العروبة غال
إن شئتم البيع المباح فإنما … هو بالدم المسفوك لا بالمال
دنيا من الأهواء إن لم تستفق … عصفت بها دنيا من الأهوال
رفعوا على الوهم البناء وما دروا … أن الخطوب شديدة الزلزال
جمح الغرور بهم فظن غلاتهم … أن العروبة آذنت بزوال
أفما رأوها في منازل عزها … غضبى الليوث أبية الأشال
ذخر الدهور فإن تكن من مرية … بالقوم فهي أمانة الأجيال
إني استفدت على يد الفضلى هدى … أغلى العظات وأبلغ الأمثال
كذب الذي زعم المحال لقومه … ومضى يقول مقالة الجهال
فمن العقائل للبلاد معاقل … ومن الحسان البيض بيض نصال
كم من أناس إن نظرت رأيتهم … بين الرجال وما همو برجال
من كل مستلب الحمية جامد … واهي القوى متخاذل الأوصال
جاف يبيت الخطب يقرع قومه … ويبيت في دعة رخي البال
عزم يبرح بالخطوب وهمة … تطوي المدى وتجول كل مجال
أمم العروبة إن تتابع شكرها … فلفضلها المتتابع المتوالي