مرأى من الملأ العلي ومظهر – أحمد محرم
مرأى من الملأ العلي ومظهر … أين البيان لمثله والمنبر
جبريل يهتف والنبي كعهده … بين الصفوف يرى الوجوه وينظر
والسبعة الفقهاء في ترتيلهم … للذكر والملأ الأماثل حضر
غضوا النواظر خاشعين أو انظروا … هذا علي في الندي وجعفر
الله أنزله كتابا قيما … يصف الحياة لكل من يتدبر
هو نوره وسبيله ما مثله … نور يرام ولا سبيل يؤثر
من ضل فيه فماله من عاذر … والمرء يخبط في الظلام فيعذر
دين يفيض هدى ودنيا طلقة … مثل الربيع النضر أو هي أنضر
دنيا القياصر أو هي الدنيا التي … زحفت طلائعها فأدبر قيصر
ما خطبنا بين الشعوب أما كفى … أنا نعاب بديننا ونعير
سادوا بباطلهم وداسوا حقنا … ولنحن أخلق أن نسود وأجدر
يا قومنا هل تعرفون كتابكم … أم ليس فيكم مؤمن يتذكر
عذرا فقد عظم البلاء فهاجني … حتى لأحسب مهجتي تتفجر
وكأن في كبدي وبين جوانحي … نارا مؤججة تجيش وتهدر
إن تجهلوه فإنه السر الذي … يحيى النفوس إذا تموت وتقبر
وهو الحمي المأمول يعصمنا إذا … جرت الأمور بما نخاف ونحذر
ماذا نخاف وكل حرف معقل … ولمن ندين وكل سطر عسكر
هو قوة الاسلام ما من قوة … ترمى بها إلا ترد وتقهر
إنا لننصر ربنا ونعزه … ولنحن أولى من يعز وينصر
كذب الألى ظنوا الظنون بقومنا … هل يبصر الأعمى ويعمى المبصر
زعموا الحضارة لم تقم إلا على … أيمانهم والحق ضاح مسفر
أمن الحضارة هذه الفتن التي … باتت لها الدنيا تضج وتجأر
نشطوا فتلك ممالك يرمى بها … بين العواصف أو شعوب تنحر
يرمون باسم الحق وهو خصيمهم … فيما يراق من الدماء ويهدر
هل قام للعمران ركن لم يقم … منهم إليه مخرب ومدمر
ذبحوا السلام فمن دماء ذبيحهم … في كل أرض لجة تتسعر
الحرب سوق والنفوس تجارة … بئس التجار همو وبئس المتجر
طغت النفوس فظالم لا يرعوي … عن ظلمه ومشاغب لا يقصر
كنا الغزاة الفاتحين فلم يكن … منا امرؤ عات ولا متجبر
إنا ليمنعنا الكتاب المنتقى … ويردنا الدين الأبر الأطهر
يا منصفي القرآن من أعدائه … أنتم لقومكم العتاد الأكبر
هذا سبيل المؤمنين لكم به … أجر المجاهد والمجاهد يؤجر
أنريد رحمة ربنا وكتابه … يجفى على مر الزمان ويهجر
أنتم فريق الله ليس كصنعكم … صنع وأنتم حزبه المتخير
الذكر محفوظ بصالح سعيكم … باق على الدنيا يذاع وينشر
يزع النفوس عن الهوى ويردها … عما يعيب من الأمور وينكر
ويقيم للأخلاق من آياته … صرحا تراع له الصروح وتذعر
يعطي المقاوم والمواقف حقها … فمبشر آنا وآنا منذر
الله أكرمكم به وأحبكم … والله يكرم من يحب ويشكر