نهض الشباب وجالت الآمال – أحمد محرم
نهض الشباب وجالت الآمال … والمجد أجمع نهضة ومجال
للدهر منه ومن عجائب صنعه … مثل يريه بلاءه فيهال
دفع الحوادث فاعتزلن سبيله … ومضى إلى غاياته ينثال
جاشت به همم بلغن به المدى … وعلقن بالأقدار وهي عجال
هز الرواسي مقدما ما مثله … في البأس إعصار ولا زلزال
كلف بأسباب السماء يريدها … لو أن أسباب السماء تنال
يبني لأمته الحياة جديدة … للعلم فيها روعة وجلال
تأبى المعاول أن يقر قرارها … حتى تدمر ما بنى الجهال
شرف الشعوب علومها وحياتها … أن تصلح الأخلاق والأعمال
وإذا الشباب رمى الأمور بعزمه … عنت الصعاب وخفت الأثقال
ما للأمور إذا التوت أسبابها … إلا كفاح دائم ونضال
خذ ما أردت بقوة وادأب ولا … يأخذك ضعف أو ينلك ملال
واليأس فاصدف عنه واحذر داءه … فاليأس داء للنفوس عضال
واضرب بما زعم الضعاف وجوههم … فمن المزاعم للعقول خبال
وإذا هم ذكروا المحال فقل لهم … ما في الأمور على الرجال محال
قعد الشيوخ عن النضال وهذه … دنيا الشباب فبورك الأبطال
صدأ الحديد طغى على آبائهم … وخبا الفرند فما يفيد صقال
وهوى اللواء معفرا وتحطمت … حول اللواء أسنة ونصال
أخذ الشباب لواءهم وتدافعوا … حيث ارتمت تتدافع الأهوال
في كل معترك تهون نفوسهم … فيه وترخص عنده الأموال
لا المستبيح يعيث في أوطانهم … إن رام بيضتها ولا المغتال
يحمون بالدم عرضها وهو الحمى … إن ريع معتصم وخيف مآل
العار أجمع والمهانة كلها … عرض بأيدي العابثين مذال
نفض الشباب العجز عن آماله … والعاجزون على الشعوب عيال
وانساب يأبى أن يعيب زمانه … قيل يضيع به الزمان وقال
لم يقض حاجته ولم يظفر بها … في الناس إلا القائل الفعال
الأمر جد ما به من ريبة … والبعث حق ليس فيه جدال
قل للألى ظنوا الظنون وأرجفوا … لا شيء يمنع أن تحول الحال
لله أمر في الممالك نافذ … تجري به الأقدار والآجال
لا تركنن إلى الوساوس واحترس … إن الوساوس للنفوس ضلال