قالوا رضيتَ قلتُ ما أجدى الغضبْ – مهيار الديلمي
قالوا رضيتَ قلتُ ما أجدى الغضبْ … ما غالبَ الدهرُ فتى ً إلا غلبْ
كيف أبالي قبحَ ما خيبني … إذا علمتمْ كيفَ أجملتُ الطلبْ
إذا اجتهدتُ لم يعبني فعلهُ … ما لم يجبْ وما قضيتُ ما وجبْ
يلومني على الهزال راتعٌ … يحسبُ ما أسمنهُ مما اكتسبْ
و من يرأْ من بلة لالخصبِ درى … أنّ الحظوظَ منحة ٌ بلا سببْ
لله ما أبصرني بزمني … لو سلمَ المجلومُ من عيبِ الأزبّْ
جنبايَ للحملِ وجاء لائما … أملسُ لم يقمص لعضات القتبْ
جربْ كما جربتُ في الناس تجدْ … أصدقَ ظنك الذي فيهم كذبْ
تستحفل الضرعَ فإن لامسته … عاد بكيئاً جلده بلا حلبْ
إنك ما استعففتَ أنتَ المجتبيَ … و ما ثطفت فأنتَ المجتنبْ
نذيرة ٌ فلو قبلتَ نصحها … توقَّ من تأمنُ واهجرْ من تحبّْ
كم من أخٍ ملأتُ كفيَّ به … أحسبُ في الوفاء غيرَ ما حسبْ
حملته أطوى حياءٌ عيبهُ … كما حملت جلديك الجربْ
و حالياتٍ من جمالٍ ونسبْ … نفرهنّ عطلى من النشبْ
بكرنَ إشفاقاً يعبنَ مقعدي … على الخمول ما لهذا لا يثبْ
نراه تحتاً ونرى منْ تحته … في الفضل فوقاً يا لهذا من عجبْ
أما جنى خيرا له آدابهُ … أعاذكنَّ اللهُ من شرَّ الأدبْ
هو الذي أخرني مشارفَ ال … سبق فأظما شفتي على القربْ
لا تغتررنَ بابن أيوبَ إذا … أعجبَ منه بالصفايا والنخبْ
فإنه ممن ترينَ واحدٌ … و ليس كلُّ معدنٍ عرقَ الذهبْ
يطلبه قومٌ وما اجتهادهم … في حلبة ٍ مدركُ رأسٍ بذنبْ
أكلُّ من تشجرتْ نسبتهُ … صحَّ له البطنانِ من خالٍ وأبْ
و ساعدتهُ يدهُ ونفسهُ … بالفضل والبذل فسادَ ووهبْ
تزحزحوا فليس من أوطانكم … للأسدَ الوردِ عن الغاب الأشبْ
و لا يروقنكمُ تشادقٌ … فتحسبون كلَّ من قال خطبْ
دعوا قنا الأقلامِ إن نكصتمُ … لحاذقِ الطعنِ إذا شاء كتبْ
من تاركي السيوفِ وهي زبرٌ … شدائدٌ أسرى لجزارِ القصبْ
قومٌ إذا نار الوغى شبتْ لهم … كتائبا فلوا شباها بالكتبْ
إن شووروا لم يعجلوا أو سئلوا … لم يقفوا تلفتاً إلى العقبْ
لاظهرهمْ لغيبة ٍ إن ذكروا … يوما ولا ملحهمُ على الركبْ
و قصَّ آثارهمُ محمدٌ … شهادة ٌ إنَّ النجيبَ ابنُ النجبْ
فلا تزلْ نوافذٌ صوائبٌ … يصمى بها الحاسدُ أو يرضى المحبّْ
ما شكرتْ صنيعة ٌ أو ظهرتْ … مودة ٌ خالصة ٌ من الريبْ
و اختلف النيروزُ والعيدُ وما … توافقا في بعدٍ ولا قربْ
تأخذ ما تشاء من حظيمها … مقترحاً محتكما وتنتصبْ
و زائراتٍ طيبتْ أعطافها … منك بذكرٍ لو عداك لم تطبْ
جوارياً مع الرياح بالذي … أوليتَ أو سوارياً مع السحبْ
كلُّ فتاة ٍ قرّ لي شماسها … و ذلَّ في فوديَّ منها ما صعبْ
تلقاك نفسا حرة ً من فارسٍ … بنتَ الملوكِ وفماً من العربْ
تروى فلو أطربَ شيءٌ نفسهُ … لقد سمعتَ من قوافيها الطربْ
أضحى وراحَ حاسدي إن قلتها … و حاسدوك إن علوتَ في تعبْ