يا مستضيم الملك أينَ الحامي – مهيار الديلمي

يا مستضيم الملك أينَ الحامي … يا جدبُ ما فعلَ السحابُ الهامي

حرمُ الإمارة ِ كيف حلَّ سلوكه … من غير تلبية ٍ ولا إحرامِ

ما للعراق عقيبَ صحّته اشتكى … سقما يجاذبُ من ذيول الشام

من غصَّ في دار السلام وإنما … هي حين تعمرُ بيضة ُ الإسلامِ

أأصيبَ بالشمس الضُّحى أم خولست … فيها الليالي البيضُ بدرَ تمامِ

أم هل هوى بأبي عليٍّ نجمها … رامٍ تعود بالنجوم يرامي

قدرٌ أصاب الصاحب ابنَ صلاحها … بيدٍ فكانت أمَّ كلِّ سقامِ

بغريبة ِ الإلمام ما خطرتْ على … بالٍ ولا سبقت إلى الأوهامِ

عهدي التجنُّبُ بالردى عن مثله … يا موتُ ما سببٌ لذا الإقدامِ

أفمستجيرا حيث عزَّ رواقه … لمخافة ٍ دهمتك أو إعدامِ

فلقد وصلت إلى المنيع المرتقى … ولقد حططت ذرى المنيفِ السامي

وغصبتنا من لم يفدنا مثله … جوبُ الملا وتعاقبُ الأعوامِ

وحياً مطرناه على يأس الثرى … من جوّه وقطوبِ كلِّ غمامِ

عقل الزمانُ به ووقَّر نفسه … فالآنَ عاد لشرَّة ٍ وعرامِ

بشراك يا ساعي الفساد وغبطة ً … ذهب المقوِّمُ يا بني الإجرامِ

عاد القويّ على الضعيف مسلَّطا … ونمى السَّفاهُ فدبّ في الأحلامِ

سوِّمْ خيولك للثغور مريدها … واطمع وسمْ بالملك رخصَ مسامِ

واخلط بنومك مطمئناً حيثُ لم … يكُ موردٌ لترومَ حطَّ لجامِ

خلّى لك الحسنُ السبيلَ وأخليت … منه عزائمُ رحلة ومقامِ

لا سُدّدَ الخطّيّ في طلبٍ ولا … شحذتْ لمثلك شفرتا صمصامِ

من للجيوش وقد أصيب عميدها … ما البيتُ بعدَ عماده لقيامِ

من للدُّسوت وللسُّروج محافظٌ … ظهريه من حزمٍ بها وحزامِ

من للفتوّة بعد موتك إنها … رحمٌ تضمُّ وأنت تحتَ رجامِ

من لابن وحدته تقوّض قومه … ومضى أبوه يا أبا الأيتامِ

من للبلاد تضمُّها ورعيّة ٍ … أرضعتها الإنصافَ بعد فطامِ

ولدارك الفيحاءِ إلا بابها … شرقا بضيقِ مواكبٍ وزحامِ

مُلكتْ على حرَّاسها وتسلَّبت … أبوابها من دافع ومحامي

مثلوا قعودا وسطها وقصارهم … بالأمس خطوة ُ واصلين قيامِ

يدعوك بالإصغار في اسمك ناقصٌ … من قبل أن ندعوك بالإعظامِ

خطروا بها الخيلاء بعد مراتبٍ … معدودة ِ الخطواتِ بالأقدامِ

واسترسلوا بيد التحيّة واحتبوا … فصحاءَ بعد تطاول الإعجامِ

من كلِّ مقصوص اللسان شكمته … قبل الردى من هيبة ٍ بلجامِ

ذربٍ يقولُ ولو سمعتَ تلجلجتْ … شفتاه غدرَ التاءِ بالتَّمتامِ

زلَّ الزمانُ غداة َ يومك زلّة ً … لا تتَّقى خجلاتها بلثامِ

عار جنى عارا على الأعوامِ … أبدا ويومك منه عار العامِ

لا سدَّ ثغرتنا سواك مفوّقا … إلا امرؤ عن قوس رأيك رامي

يجرى على سننٍ رآك نهجته … كالفتر معتمدا على الإبهامِ

أتراك تسمعُ لي وأبرحُ نازلٍ … بك ضعفُ فهمك مع قوى إفهامي

ألممتُ أستعدي بلحدك من جوى … قلبي فزاد صبابتي إلمامي

قبرٌ خلطتُ مدامعي بترابه … ونداك فهو الآن بحرٌ طامي

وأُجلّه عن شقِّ جيبٍ إنه … فدَّى الجيوبَ عليه بالأعلامِ

ووقفتُ أجزيك الثناءَ مؤبّنا … يا لوعتي أن كان ذاك مقامي

هذا جزايَ وليس ذلك نعمة … فيما مننتُ فكيفَ كان غرامي

لو رِشتَ قادمتي فطار قصيصها … أو لو كسوتَ من الهزال عظامي

إن لم يكن لي منك يومٌ خصَّني … فلقد علمتك صالحَ الأيامِ

ولقد أعدُّ إذا بكيتك صادقا … في الحافظين وواصلي الأرحامِ

أصلي وأصلك في مقرٍّ واحدٍ … وتفاوتُ الفرعين بالأقسامِ

وإذا تشجَّرت المناسبُ والتقى ال … فخران كان أبوك من أعمامي

شرفٌ وصلنا حبله في فارسٍ … بالمحكمين مرائرَ الإبرامِ

برمونَ بالإعراض بعد غبورهم … وسماءُ يُمتدحون بالأجسامِ

ولقد جمعتُ إلى مديحك حادياً … ناحاك فاستذممتُ خيرَ ذمامِ

فتحوا ضريحك في مساكن تربة ٍ … جاورتها فختمتَ طيبَ ختامِ

ونزلتَ فيمضر وقومك غيرهم … بعد الممات بأشرف الأقوامِ

أنَّى التفتَّ فأنتَ في حرزين من … حرميْ شهيدٍ سيِّدٍ وإمامِ

أصبحتَ منهم بالنزول عليهمُ … يا رحب ما بوِّثتَ من إكرامِ

فإذا تزخرفت الجنانُ غداً لهم … صاحبتهم فدخلتمُ بسلامِ