علموها – محمد مهدي الجواهري
علَّموها فقد كفاكُمْ شَنارا … وكفاها أنّ تحسَبَ العلمَ عارا
وكفانا من التّقهقُرِ أنّا … لم نعالج حتى الأمورَ الصغارا
هذه حالُنا على حينَ كادتْ … أممُ الغربِ تسبِقُ الأقدارا
أنجب الشرقُ جامداً يحسبُ المرأةَ … عاراً وأنجبت طيارا
تحكم البرلمانَ من أمم الدنيا … نساءٌ تمثلُ الأقطارا
ونساء العراقِ تُمنعُ أن ترسمَ خطّاً … أَوْ تَقْرأَ الأسفارا
علِّموها وأوْسِعوها من التّهذيب … ما يجعلُ النّفوسَ كبارا
ولكي تُحسنوا سياسةَ شعبٍ … بَرهنوا أنّكم تسوسون دارا
أنَّكُمْ باحتقاركُمْ للنساء اليومَ … أوسعتُمُ الرّجالَ احتقارا
أفَمِنْ أجلِ أنْ تعيشوا تُريدونَ … لثلْثّيْ أهلِ البلادِ الدّمارا
إنَّ خيراً من أن تعيشَ فتاةٌ … قبضةَ الجهلِ أن تموتَ انتحارا
أيُّ نفعٍ من عيشةٍ بين زوجينِ … بعيدين نزعةً واختبارا
وخلال البيوتِ لا تجدون اليومَ … إلاّ خصومةً وشِجارا
اختياراً بالبنت سيروا إلى صالحها … قبل أن تسيروا اضطرارا
فعلى قدر ما تزيدون في الضغط … عليها ستُوجدونَ انفجارا
وَهَبوا مرةً نجحتم فلا تنخدعوا ، … سوف تُخْذلون مرارا
ولدى الأمرِ لا محالةَ مغلوبٌ … ضعيفٌ يقاومُ التّيارا
وأرى جامداً يصارعُ تجديداً … كَقَزْمٍ مصارعٍ جبّارا
أينَ ، عن حرمة الأمومةِ داستْها … وحوشٌ ، المصلحونَ الغَيارى
قادة للجمودِ والجهلٍ في الشرق … على الشعب تنصُرُ استعمارا
لو بكفي ملأت دور المحامين … عن المرأة الجْهولةِ نارا
ازدراءً بالدينِ أن يُحسَبَ الدّينُ … بجهلٍ وخزيةٍ أمّارا
وبلاءُ الأديانِ في الشرق هُوجٌ … باسمه سامَوا النفوسَ احتكار
تُزدَرى رغبةُ الجماهيرِ في الشرقِ … وتُنْسى إنْ خالفت أنفارا
أسلَموا أمرهم إلى ” الشيخ ” عُمياناً … وساروا يَقفونه حيثُ سارا
وامتطاهم حتى إذا نالَ بغياً … خَلَعَ اللُّجْمَ عنهُمُ والعِذارا
نَبذَ القِشْرَ نحوهم باحتقار … وَحوَى اللبَّ وحدَهُ والخِيارا
دفعوا غُنْمَهمُ إليه وراحواً … يحمِلون الأثقالَ والأوزارا
عاطلاتٍ نساؤهم ونساء ” الشيخ ” … حُلِّينَ لؤلؤاً ونُضارا
وإذا جاءت الشدائدُ تَترى … قدَّموهم وولَّوا الأدبار
حالةٌ تُلهب الغيَارى وتستصرخ … غُلبَ الرجالِ والأحرارا
ان بينَ الضُلوعِ ، مما استغلوه … بتضليلهم ، قلوباً حِرارا
يُعوزُ الشعبَ كي يسيرَ إلى المجد … حثيثاً وكي يُوَقَّى العِثارا
حاكمٌ مطَلَقٌ يكون بما يعرف … من خير شعبه مختارا
يتحرَّى هذى الشنائعَ في الشرق بنفس … لا تَرهَب الأخطارا
إن يُطَعْ كان مشفقاً ، واذا ما … أحوجوا كان فاتكا جزارا
أو فلا يُرتَجى نهوضٌ لشعبٍ … ان يُقدِّمْ شبراً يُعيَقْ أشبارا