صورة للخواطر – محمد مهدي الجواهري
أنا إنْ كنت مُرهقاً في شبابي … مُثقلاً بالهموم والأوصابِ
فمتى أعرف الطلاقةَ والأنسَ … ألمَّا أكونُ تحت التراب؟
خبَّروني فانني من لُباناتي … وعيشي رهينُ أمرٍ عُجاب
أيُّ حالٍ هذي ، وما السرُّ في تكوين … خلقٍ بهذه الأعصاب
أبداً ينظرُ الحوداثَ والعالمَ … والناسَ من وراءِ ضَباب
ليس شيءٌ من التجانس في نفسٍ … نواسيَّةٍ وعيشٍ صَحابي
شمتتْ بي رجعيَّةٌ ألهبتها … فكرةٌ حرَّة بسوطِ عذاب
وشكتني مسرَّةٌ وارتياحٌ … وبكتني مُجانةٌ وتصابي
تدَّعيني لِما وراء ثيابِ البعض … نفسٌ سريعةُ الاِلتهاب
فتَراني وقد حُرِمت أُسلّي … النفس عنها بلمس تلك الثياب
فإذا لم تكنْ تعوَّضْتُ عنها … صُوراً من تخيّلاتٍ عِذاب
ولقد تخطر ” المباذل ” في بالي … بشكلٍ يدعو إلى الاِضطراب
أو بشكل يدعو إلى استحياء … أو بشكل يدعو إلى الاعجاب
فتُراني مفكراً هل مواتاة التراضي .. … أحلى من الاغتصاب ..؟
وهل ” الفَعلةُ ” التي خنتُ فيها … خَلَّتي ، والتي دعت لاجتنابي
والتي جِئتُها أُكفّر عنها … بكتابٍ أردفته بكتاب
كنت عينَ المصيب فيها ، وكانت … فَعلةٌ مثلَ تلك عينَ الصواب..؟
بشر جاش بالعواطف حتى … جذبتهُ جريمةُ الاِرتكاب
أم تُراني لبست فيها على حين … اندفاع مني لباسَ ذئاب ؟
أتُراها نتيجة الشرب أم أنيَ … ظلماً ألصقتها بالشراب ؟