شفى الله نفسا لا تذلُّ لمطلبِ – مهيار الديلمي
شفى الله نفسا لا تذلُّ لمطلبِ … و صبرا متى يسمعْ به الدهرُ يعجبِ
و صدراً إذا ضاقت صدورٌ رحيبة ٌ … لخطبٍ تلقاه بأهلٍ ومرحبِ
بعيدا عن الأفكار ما كنَّ حطة ً … فإن تك في كسب المكارمِ تقرب
تمرنْ بأخلاقي فتى الحيّ إن تكن … رفيقاً فإما عاذرى أو مؤنبي
تبغضْ إذا كنتَ الفقيرَ وإن تكن … غنيا فطامنْ للغنى وتحجبِ
إذا لم تجدْ ما يعظمونك رغبة ً … و أردت النصف منهم فأرهبِ
فإنك ما لم ترجَ أو تخشَ فيهمُ … و تقعدْ مع الوسطى تدسك فتعطبِ
أفق يا زماني ربما أنا صائر … إلى سهلِ ما أرجو بفرطِ تصعبي
أغرك في ثوب العفاف تزمل … و أخذى مكانَ الآمل المترقبِ
إذا أنا طالت وقفتي فتوقنى … فإنّ لها لا بدّ وثبة َ منجبِ
و يا صاحبي والذلّ للرزق موردٌ … أضنُّ بنفسي عنه وهي تجودُ بي
خذ النفسَ عني والمطامعَ إنها … قد استوطأتْ من ظهرها غيرَ مركبي
حرامٌ وإن أمحضتَ مطعم … على ّ إذا أداه أخبثُ مكسبِ
أأنت على هجر اللئام معنفى … نعم أنا ثمَّ فارض عني أو اغضبِ
أألقى البخيلَ أجتديه بمدحة ٍ … خصيمان فيها شاهدي ومغيبي
و أكذبُ عنه في عبارة ِ صادقٍ … كثيرٌ إذاً في حيث أصدقُ مكذبي
تعودته خلقاً ثنائي لمحسنٍ … أقول بما فيه وذميّ لمذنبِ
فما سرني في الحقّ أنيّ مع العدا … و لا عابَ أنيّ في المحال على أبي
و حاجة ِ نفسٍ دبرّ الحزمُ صدرها … فأبتُ بها محمودة ً في المعقبِ
أريدُ بها الكافي بقلبٍ معذبٍ … مرادَ ابن حجرٍ قبلها أمَّ جندبِ
و ليلِ تمامٍ قد قليتُ نجومه … إليه يردنَ الشرقَ يذهبنَ مذهبي
و ما لانفرادي ما لها من تجمع … و لكن بقلبي ما بها من تلهبِ
و طودٍ تخال الراسياتِ وهاده … متى يبغِ ظنُّ العينِ أخراهُ يكذبِ
تراه ولم تظفر محلقة ً به ال … قعابُ بعينيْ عاجزٍ في تهيبِ
سلكتُ فأداني بقلبٍ ملفحٍ … عظائمَ ما ألقى َ وجسمٍ مجربِ
إرادة ُ حظًّ أتعبتني ومن تكن … له حاجة ٌ في ذمة ِ الشمسِ يتعبِ
فدى الأوحد الكافي جبانٌ لسانهُ … شجاعٌ بحيث القولُ غير مصوبِ
بخيلٌ لو أنَّ البحرَ بين بنانه … و فرقها عن قطرهِ لم تسربِ
يساميه تغريرا برأيٍ مشعثٍ … يكدُّ ولا يجدي وعرضٍ مشعبِ
و منتسبٌ يومَ التفاخر مسفرٌ … إذا انتسب الضبيُّ قيلَ تنقبِ
أيا ساريا إما ركبتَ فلا تنخْ … مريحا وإما ماشيا كنتَ فاركبِ
لعلك تأتي شرعة َ الجودِ سابقا … بهاذاك مع فرط التزاحم تشربِ
و قل يا أبا العباس بل يا أبا الورى … فكلهمُ فيما ملكتَ بنو أبِ
أنا ذاك لم تكفِ اشتياقي زورة ٌ … بلى زادني بالبعدِ شجواً تقربي
إذا كنتَ تهوى الشيءَ إما رأيته … و أحببتَ أن تشقى فزرْ ثمَّ جنبِ
أحنّ إذا الوفدُ استقلوا لقصدكم … حنينَ الفتى العذريَّ مرَّ بربربِ
و والله لم أهجركم العامَ عن قلى … و لا أنّ سيراً نحوكم كان منصبي
و ما صاحبي قلبٌ بظنًّ مرجمٍ … إلى غيركم في العالمين مقلبي
إذا أطربَ الإبلَ الحداءُ فإنني … إليكم متى غنيتُ فالجودُ مطربي
و نفسي لكم تلك التي لودادها … و لو أغضبتْ في واجبٍ ألفُ موجبِ
أأمدحُ منها ما اختبرتم . وإنما … يظنُّ بعتق السيفِ ما لم يجربِ
هجرتُ لك الأقوامَ حباً فوفني … يبنْ بي إلى جدوى يديك تحز بي
و أشمتهم ذا العامَ أنك جرتَ بي … و مذهبك العدلُ الصحيحُ ومذهبي
لئن عتبوا أني تفردتُ دونهم … بمدحك فاشهدْ أنني غير معتبِ
فإن خبثتْ أيديهمُ لي وأسهكتْ … فربَّ نوالٍ طاهرٍ لك طيبِ