خذوا خير الأحباب من بسمة الفجرِ – ابن شيخان السالمي
خذوا خير الأحباب من بسمة الفجرِ … وداوُوا بها الألباب من جذوة الهجرِ
ففي طيّ بُرد الريح نشرُ حديثهم … وفي برئها من ذي الجوى مصطلى الجمرِ
وبالسر أحبابٌ دعَوا حق غربتي … فاسكنهم من منزل القلب بالسرِّ
نعم شاع حبي فيهم أبداً فلم … يسعْه ضمير لا ولا دمعةٌ تجري
رمَوني جهاراً بالقطيعة والقِلا … وودُّهم لي في جوارحهم يسري
على أنني لم أنْأَ عنهم ملالةً … ولكن رجاءً وانتظاراً إلى اليُسرِ
تكلَّفْ إذا اشتدت معالجة الهوى … عليك فبعض الشر يدفع بالشرِّ
وكل عسير بُرؤُه فعلاجه … على ذي الحجى سهلٌ بأدوية الصبرِ
رعى الله دهراً سالمتْنا صروفُهُ … بوادي صداق والمطي بنا تسري
تقول لي الحسنا أمرُّ بداركم … وما داركم تسمى فقلتُ لها مُري
شكوتُ إليها ما وجدتُ من الجوى … وأدمعها تجري وألحاظها تبري
وقلتُ لها يا قرة العين هل إلى … لقاك سبيل قالت استكفِ بالنَّزْرِ
لعل زمان الخَير يسمح باللقا … فيجمعنا الرحمنُ في آخر العمرِ
حوت مهجُ العشاق قبضاً وبَسطة … كما قد حوى سلطاننا خدمة الدهرِ
هو الملك السلطان تيمور ملجأُ … الأنامِ وغيثُ الأرض بالنائل الغَمْرِ
تجلى على الكسري ينشر فضله … فيا خجلة للبدر والقطر والبحرِ
بدا في زمان أجهد الناس صرفه … فكان محل الروح للبدنِ الدثرِ
وقوَّم منهم من تعَّوج حالُه … فكان لحال الناس كالجَبْر للكسرِ
فأخلاقه نَدٌّ وأوقاته ندى … وأرزاقه مَدٌّ وذا البحر في الجَزْرِ
طريق إلى العَليا شفيق على الورى … حقيق على الدنيا به التَيْه بالفخرِ
إذا سار سار الخلق تحت لوائه … وإن قام تَحسَبْ عنده موقفَ الحشرِ
فَأَموالهُ نَهب وأفعاله هدىً … وآمالهُ شهب تلوح بذا العصرِ
هنيئاً لك العيد المباركُ يا أبا … سعيد فيوم النحرِ كالعقد في النحرِ
ولا زال هذا العيد يعتاد وصلَهُ … بليلاته الغَرَّا وأيامه الغّرِ
جزاه إله العرش عني زيادةً … من الملكِ والمعروفِ والعِزِّ والعُمْرِ