حملتْ ركابُ الغربِ شمسَ شروقِ – مهيار الديلمي
حملتْ ركابُ الغربِ شمسَ شروقِ … وحملتُ منكَ العهدَ غيرَ مطيقِ
عقدتْ ضمانُ وفائها منْ خصرها … فوهى كلا العقدينِ غير وثيقِ
والغانياتُ بناتُ غدرٍ من أبٍ … يضربنَ في نسبٍ إليهِ عريقِ
ثاروا فكمْ قاسٍ عليَّ فؤادهُ … لو لمْ يدلِّسهُ لسانُ شفيقِ
للهِ عينا مالئٍ منْ لؤلؤٍ … عينيهِيومَ وداعنا وعقيقِ
إنَّ الّتي علَّقتْ قلبكَ ودَّها … راحتْ بقلبٍ عنكَ غير علوقِ
يا اهلُ عبدة َ هلْ يدٌ يفدى بها … قلبٌ اسيرٌ بينكمْ لطليقِ
أشعرتكمْ زمناً بعبدة َ غيرها … لو رجّم المكروهُ بالموموقِ
للهِ ناشطة ٌ جمعتُ بودِّها الم … حفوظِ باعي في حبالِ ربيقِ
ما كانَ اوّلُ عهدٌ استودعتهُ … منْ قلبِ غانية ٍ إناءَ مريقِ
ولقدْ أخالفهنَّ غاياتَ الهّوى … وطريقهنَّ منَ الشّبابِ طريقي
كانَ الهّوى سكرانَ تنظرُ عينهُ … حتّى صحا فرأى بقلبِ مفيقِ
ونأيتمُ ومنض الغيوبِ مسترَّ … بالإجتماعِ يبينُ بالتفريقِ
فانفسْ بنفسكَ انْ تحطُّكَ حاجة ٌ … إلاّ وصبركَ مشرفٌ منْ نيقِ
وابرزْ لهمْ جلداً وغصنكَ مصفرٌ … تنفى الشماتة ُ في اهتزازٍ وريقِ
كمْ باطنٍ غالطتُوهو مرمّقٌ … عنهُ الحسودَ بظاهرٍ مرموقِ
والنّاسُ أهلُ الواحدِ المثري وأع … داءُ المقلِّ بمعشرٍ وفريقِ
سلني بهمْ فلقدْ حلبتَ أمورهمْ … شطرينَ منْ محضٍ ومنْ ممذوقِ
وخبرتهمُ خبرَ اللّبيبَ طباعهُ … فمعي على سعة ٍ عليَّ لضيقِ
ما إنْ ضننتُ على الظنونِ بصاحبٍ … إلاّ سمحتُ بهِ على التحقيقِ
لا يضحكُ الايّامُ كذبُ مطامعي … إلاّ إذا طالبتها بصديقِ
بخاوا بما وجدوا فلو قدّروا لما … وجدتُ لهاة ٌ أنْ تبلَّ بريقِ
ويئستُ حتّى بصرتُ بنارهمْ … لقرى ً شككتُ وقلتُ نارُ حريقِ
ضحكتْ لي الأيّامُ بعدَ عبوسها … بابنِ النبيِّ عنْ المنى المصدوقِ
آنستُ منهُ بوارقاً أمطرنني … ماءُ الحفاظِ على خلابُ بروقي
شرفٌ تنقّسَ فجرهُ عنْ غرّتي … جدٍّ نبيٍّ أو أبٍ صديّقِ
نسبٌ تعثّرُ منهُ لو عرضتْ له ال … أفلاكُ في صعب المجازِ زليقُ
أرجُ المنّفسَ خيلَ واصفَ طيبهِ … عيّاً بمسكِ الفارة ِ المفتوقِ
وإذا قريشٌ طاولتْ بفخارها … في عصرِإيمانٍ وعهدُ فسوقِ
بنتمْ كما بانتْ على أخواتها … بمنى ليالي النحرُ والتشريقِ
تتوارثونَ الارضَ إرثَ فريضة ٍ … وتملَّكونَ النّاسَ ملكَ حقوقِ
يفديكَ مستعرٌ عليكَ فؤادهِ … حسدَ الحضيضِ محلّة َ العيُّوقِ
تفضي صفاتكَ بينَ أضلعهِ إلى … جرحُ على سبرِ الأساة ِ عميقِ
لحقُ انتسابكَ باتفاقٍ عزّهُ … فأرادَ فضلكَ عامداً بلحوقِ
حتّى إذا المضمارُ ضمكما دري … أنَّ السوادَ لجبهة ِ المسبوقِ
لمّا ادعى وأبيتَ نكَّسَ رأسهُ … خجلَ المفاخر بالأبِ المسروقِ
اسمعفقلبي منْ سماعِ معاشرٍ … خرسٍ مكارمهمْ لكلِّ نطوقِ
صمُّوا فما فرقوا ندايَ نداهمْ … ما قلتُ أمْ في الضأنِ كانَ نعيقِي
في كلِّ يومٍ بنتَ فكرٍ حرّة ً … تغني ببهجتها عنْ التنميقِ
حمّلنها كدرَ الهمومِ وأنجبتْ … فصفتْ خلوصَ الخمرِ بالراووقِ
لمْ يجدِلي تعبي بها فكأنّني … فيما يخيبُ ولدتها لعقوقِ