تقول كليب حين مثت سبالها – الفرزدق
تَقُولُ كُلَيْبٌ حينَ مَثّتْ سِبَالُهَا … وَأخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
لِسُؤبَانِ أغْنَامٍ رَعَتْهُنّ أُمُّهُ … إلى أنْ عَلاها الشّيْبُ فَوْقَ الذّوَائبِ
ألَسْتَ إذا القَعْسَاءُ أنْسَلَ ظَهرَها … إلى آلِ بِسْطامِ بنِ قَيسٍ بِخاطِبِ
لَقُوا ابْنَيْ جِعَالٍ وَالجِحاشُ كأنّها … لَهُمْ ثُكَنٌ وَالقَوْمُ مِيلُ العَصَائبِ
فَقالا لَهُمْ: ما بالكُمْ في بِرَادِكُمْ، … أمِنْ فَزَعٍ أمْ حَوْلَ رَيّانَ لاعبِ
فَقالُوا: سَمِعنا أنّ حَدرَاءَ زُوّجَتْ … على مائَةٍ شُمِّ الذُّرَى وَالغوَارِبِ
وَفِينَا مِنَ المِعْزَى تِلادٌ كَأنّهَا … ظَفَارِيّةُ الجَزْعِ الّذي في التّرَائِبِ
بِهِنّ نَكَحْنَا غَالِيَاتِ نِسَائِنَا، … وَكُلُّ دَمٍ مِنّا عَلَيْهِنّ وَاجِبِ
فَقالا: ارْجِعُوا إنّا نَخَافُ عَلَيْكُمُ … يَدَيْ كُلّ سَامٍ منْ رَبيعَةَ شاغِبِ
فَإلاّ تَعُودوا لا تَجيئُوا وَمِنْكُمُ … لَهُ مِسْمَعٌ غَيرُ القُرُوحِ الجَوَالِبِ
فَلَوْ كنتَ من أكفاءِ حَدرَاءَ لمْ تَلُمْ … على دارِميٍّ بَينَ لَيْلى وَغَالِبِ
فَنَلْ مِثْلَها مِنْ مِثْلِهِمْ ثُمّ لمُهمُ … بما لَكَ مِنْ مالٍ مُرَاحٍ وَعازِبِ
وَإني لأخشَى إنْ خَطَبْتَ إلَيْهِمُ … عَلَيكَ الذي لاقَى يَسارُ الكوَاعِبِ
وَلَوْ قَبِلُوا مِنّي عَطِيّةَ سُقْتُهُ … إلى آلِ زِيقٍ مِنْ وَصِيفٍ مُقارِبِ
هُمُ زَوّجوا قَبلي ضِرَاراً وَأنْكَحُوا … لَقيطاً وَهُمْ أكْفَاؤنَا في المَنَاسِبِ
ولَوْ تُنكِحُ الشّمْسُ النّجومَ بناتِها … إذاً لَنَكَحْناهُنّ قَبْلَ الكَوَاكِبِ
وَمَا استَعْهَدَ الأقوامُ من زَوْجِ حرّةٍ … من النّاسِ إلاّ مِنكَ أوْ من مُحارِبِ
لَعَلّكَ في حَدرَاءَ لُمتَ على الذي … تَخَيّرَتِ المِعْزَى عَلى كُلّ حالِبِ
عَطِيّةَ أوْ ذي بُرْدَتَينِ كَأنّهُ … عَطِيّةُ زَوْجٍ لِلأتَانِ وَرَاكِبِ