الكرنفال – إيليا أبو ماضي
أمست ثيابي وكلّها خرق … تشبه روضا ألوانه فرق
من أزرق كالسماء جاوره … أحمر قان كأنّه الشّفق
وأبيض ناصع، وأسود فاحم … ، فذاك الضّحى وذا الغسق
كأنّ قوس السّحاب بات على … جسمي رداء، وما أنا الأفق
برد عجيب قد خاطه لبق … فليس بدعا إن حازه لبق
لما تنكرت لم يعد صحبي … يدرون أني الصديق إن رمقوا
لذاك لم يشفقوا على جسدي … من الرّمايا ولو دروا شفقوا
مررت بالحانقين فابتسموا … لما رأوني وكلّهم قلق
لو علموا أنني عدوّهم … أوشك يقضي عليهم الفرق
أرخى الدّجى ذيله ورحت أجرّ … الذيل عجبا وغيري النزق
والجمع حولي يضجّ مبتهجا … كأنّه السيل حين يندفق
تألّبوا كالغمام واتّصلوا … بعض ببعض كأنهم حلق
وانتشروا والدروب واسعة … كالأنجم الزّهر حين تنبثق
أطلقت نفسي من القيود إلى … أن صرت كالسّهم حين ينطلق
وبت والقوم كلّما اجتمعوا … رميتهم (بالبذور) فافترقوا
أسخر منهم لأنمهم سخروا … مني، اختلفا ونحن نتّفق
والحرب بيني وبينهم نشبت … حرب، ولكن سهامها الورق
فلا رماح هناك مشرعة، … ولا سيوف هناك تمتشق
لم أخش غير الحسان ناظرة … أشدّ فعلا من الظّبى الحدق
هذا هو الكرنفال فاستبقوا … إليه فهو السرور يختلق