الشباب أبو المعجزات – إيليا أبو ماضي

سلام عليكم رجال الوفء … وألف سلام على الوافيات

ويا فرح القلب بالناشئين … ففي هؤلاء جمال الحياة

هم الزهر في الأرض إذ لا زهور … وشهب إذ الشهب مستخفيات

إذا أنا أكبرت شأن الشباب … فإنّ الشباب أبو المعجزات

حصون البلاد وأسوارها … إذا نام حرّاسها والحماة

غد لهم وغد فيهم … فيا أمس فاخر بما هو آت

ويا حبّذا الأمهات اللواتي … يلدن النوابغ والنابغات

فكم خلدت أمة بيراع … وكم نشأت أمة في دواة

أنا شاعر أبدا تائق … إلى الحسن في الناس والكائنات

ورقص الأشعة فوق الروابي، … وضحك الجداول والقهقهات

تطالع عيناي في ذا المكان … روائع فاتنه ساحرات

كأن الفضاء وفيه الطيور … بحور بها سفن سابحات

كأن الزهور ترقرق فيها … سقسط الندى أعين باكيات

ومن بلبل ساجع لمغنّ، … ومن زهرة غضة لفتاة

فما أجمل الصيف في الخلوات … وأروع آياته البينات

نضا الستر عن حسنات الوجود … وكانت كأسراره المضمرات

وأحيا رغائبنا الذابلات … فعاشت وكانت كأرض موات

ففي الأرض سحر، وفي الجوّ عطر، … فيا للكريم ، ويا للهبات

أمامكم العيش حرّ رغيد … ألا فاغنموا العيش قبل الفوات