الحجر الصغير – إيليا أبو ماضي

سمع الليل ذو النجوم أنينا … وهو يغشى المدينة البيضاء

فانحنى فوقها كمسترق الهمس … يطيل السكوت والإصغاء

فراى أهلها نياما كأهل الكـ … هف لا جلبة ولا ضوضاء

ورأى السدّ خلفها محكم البنيان … والماء يشبه الصحراء

كان ذاك الأنين من حجر في السد … ّ يشكو المقادر العمياء

أيّ شأن يقول في الكون شأني … لست شيئا فيه ولست هباء

لا رخام أنا فأنحت تمثا … لا، ولا صخرة تكون بناء

لست أرضا فأرشف الماء ، … أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء

لست دُرًّا تنافس الغادة الحســـ … ـــناء فيه المليحة الحسناء

لا أنا دمعة ولا أنا عين، … لست خالا أو وجنة حمراء

حجر أغبر أنا وحقير … لا جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء

فلأغادر هذا الوجود وأمضي … بسلام ، إني كرهت البقاء

وهوى من مكانه ، وهو يشكو … الأرض والشهب والدجى والسماء

فتح الفجر جفنه… فإذا … الطوفان يغشى ((المدينة البيضاء))