إِنْ يَنْتَقِلْ أَغْنَاطِيُوسُ الثَّانِي – خليل مطران

إِنْ يَنْتَقِلْ أَغْنَاطِيُوسُ الثَّانِي … فَإِلَى الخُلُودِ وَكُلُّ حَيٍّ فَانِي

تَمْضِي الرِّجَالُ وَتَنْمَحِي آثَارُهَا … وَيُقِيمُ ذِكْرُ السَّيِّدِ الرَّحْمَانِي

عَلَمٌ تَفَرَّدَ بِالفَضَائِلِ وَالتُّقَى … وَنَزَاهَةِ الإِسْرَارِ وَالإِعْلانِ

مَنْ لِلْخِطَابَةِ وَالكِتَابَةِ بَعْدَهُ … وَإِجَادَةِ التَّعْبِيرِ وَالتَّبْيَانِ

فَقَدَتْ بِهِ الفُصْحَى فَتىً مَأْثُورُهُ … أَرْبَى عَلَى المَأْثُورْ عَنْ سُحْبَانِ

مَنْ لِلعُلُومِ قَدِيمُهَا وَحَدِيْثُهَا … فِي الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا وَمَا يَسَعَانِ

مَنْ لِلتَّآلِيفِ الَّتِي تَرِدُ النُّهَى … مِنْهَا مَعِيْنُ الفَضْلِ وَالعِرْفَانِ

مَنْ لِلمَجَامِعِ تَسْتَقِيمُ أُمُورُهَا … مِنْهُ بِرَأْيٍ ظَاهِرٍ الرَّجَحَانِ

مَنْ لِلرِّيَاسَةِ وَالسِّيَاسَةِ إِنْ دَعَا … دَاعِي الوَفَاءِ لِنَجْدَةِ الأَوْطَانِ

مَنْ لِلأُولَى رِيعُوا فَأَلَفُوا أَمْنَهُمْ … فِي ظلِّ ذَاكَ البِرِّ وَالإِحْسَانِ

مَنْ لِلضِّعَافِ يُقِيلُ عَثْرَتَهُمْ وَقَدْ … ثَقَلَتْ عَلَيْهِمْ وَطْأَةُ الحَدَثَانِ

في ذِمَّةِ المَوْلَى وَفِي رُضْوَانِهِ … أَوْلَى رِجَالِ اللهِ بِالرُّضْوَانِ

أَلمَشْرِقَانِ مشَاطِرَاكُمْ رُزْءهُ … فَعَزَاءَكُمْ يَا مَعْشَرَ السِّرْيَانِ

إِنْ تَفْقَدُوهُ فَفِي السَّمَاءِ شَفِيْعُكُمْ … مُتَبَوِّئاً مِنْهَا أَعَزَّ مَكَانِ

لَقِيَ النَّعِيمَ السَّرْمَدِيَّ جَزَاءَ مَا … عَانَاهُ فِي جِدٍّ وَفِي إِيْمَانِ