أَدْعُو القَرِيضَ فَيَعْصِي بَعْدَ طَاعَتِهِ – خليل مطران

أَدْعُو القَرِيضَ فَيَعْصِي بَعْدَ طَاعَتِهِ … وَكُنْتُ حِيناً إِذَا نَادَيْتُ لَبَّانِي

فَلَيْتَ لِي فَضْلَةً مِنْهُ أَصُوغُ بِهَا … مَا يَبْتَغِي اليَوْمَ مِنِّي وَحْيُ وِجْدَانِي

أَولَى الأَنَامِ بِحَمْدٍ خَادِمٌ بَلَداً … يُعْلِيهِ مَا اسْطَاعَ قَدْراً بَيْنَ بُلْدَانِ

بَلْهَ المُعِدَّ لَهُ مِنْ وُلْدِهِ نُجُباً … إِن سُوبِقُوا سَبَقُوا فِي كُلِّ مَيْدَانِ

يَا مَنْ يُنْشِّئُ جِيلاً نَاهِضاً يَقِظاً … هَلِ المُهَذِّبُ فِي قَومٍ سِوَى البَانِي

أَوْهَى الكَوَاهِلِ يَقْوَى الاِرْتِيَاضُ بِهَا … حَتَّى يَعِزَّ الحِمَى مِنْهَا بِأَرْكَانِ

وَفِي الغِرَاسِ أَمَالِيدٌ تَعَهُّدُهَا … يَشِيدُ مِنْ نَضْرِهَا أَدْوَاحَ عُمْرَانِ

رَبوا لِمِصْرَ رِجَالاً يُخْلِصُونَ لَهَا … وَلاءهُمُ صَادِقِي رَأْيٍ وَإِيْمَانِ

مِنَ الأَصحَّاءِ وَالعِلاَّتِ تَكْنُفُهُمْ … ألسَّالِمِينَ بِأَخْلاقٍ وَأَبْدَانِ

أَلمُشْتَرِينَ وَهُمْ أَبْدَالُ مَنْ سَلَفُوا … بِكُلِّ فَانٍ فَخَاراً لَيْسَ بِالفَانِي

أَلعَالِمينَ بِأَنَّ الْغُنْمَ إِنْ هُوَ لَمْ … يَعُدْ عَلَيْهَا بِقِسْطٍ مَحْضُ خُسْرَانِ

إِنْسَانُ عَيْنِ الحِمَى أَحْرَى بُنُوَّتِهِ … يَوْمَ المُفَادَاةِ أَنْ يُدْعَى بإِنْسَانِ

مَنِ الَّذِي إِنْ دَعَاهُ المُسْتَجِيرُ بِهِ … أَجَارَهُ غَيْرَ هَيَّابٍ وَلا وَانِي

مَنِ الَّذِي يَنْصُرُ المَظْلُومَ لا صِلَةٌ … لَهُ بِهِ بَلْ يُلَبِّي مَحْضَ إِحْسَانِ

مَنِ الَّذِي يَرحَمُ المُسْتَضْعَفَاتِ إِذَا … عَدَا عَلَيْهِنَّ عَادٍ أَوْ جَنَى جَانِ

مَنِ الَّذِي إِنْ غَفَتْ عَنْ حَقِّهَا أُمَمٌ … لَمْ يَطْعَمِ الْغَمْضَ عَنْ حَقٍّ لأَوْطَانِ

مَنِ الَّذِي تَعْرِفُ الْعَلْيَاءُ شِيمَتُهُ … إِذَا تَنَافَسَ فِيهَا غُرُّ فِتْيَانِ

مَنِ الَّذِي هُوَ فِي آمَالِ أُمَّتِهِ … طَلِيعَةُ المَجْدِ لِلْمُسْتَقْبلِ الدَّانِي

ذَاكُمْ عَلِمْتُمْ هُوَ الكَشَّاف عَنْ ثِقَةٍ … وَذَلِكُمْ مَا لَهُ مِنْ بَاذِخِ الشَّانِ

فَيا كِرَاماً تَوَلَّيْتُمْ إِعَانَتَهُ … دُمْتُمْ لِكُلِّ عَظِيمٍ خَيْرَ أَعْوَنِ