إلى صديق – إيليا أبو ماضي
يا من قربت من الفؤاد … و أنت عن عيني بعيد
شوقي إليك أشدّ من … شوق السليم إلى الهجود
أهوى لقاءك مثلما … يهوى أخو الظمإ الورود
و تصدّني عنك النوى … و أصدّ عن هذا الصدود
وردت نميقتك التي … جمعت من الدرّ النضيد
فكأنّ لفظك لؤلؤ … و كأنّما القرطاس جيد
أشكو إليك و لا يلام … إذا شكى العاني القيود
دهرا بليدا ما ينيل … وداده إلاّ بليد
و معاشرا ما فيهم … إن جئتهم غير الوعود
متفرّجين و ما التفرنج … عندهم غير الجحود
لا يعرفون من الشجاعة … غير ما عرف القرود
سيّان قالوا بالرضى … عنّي أو السخط الشديد
من ليس يصّدق في الوعود … فليس يصدّق في الوعيد
نفر إذا عدّ الرجال … عددتهم طيّ اللحود
تأبى السماح طباعهم … ما كلّ ذي مال يجود
أسخاهم بنضاره … أقسى من الحجر الصلود
جعد البنان بعرضه … يفدي اللجين من الوفود
و يخاف من أضيافه … خوف الصغير من اليهود
تعس امريء لا يستفيد … من الرجال و لا يفيد
و أرى عديم النفع ان … وجوده ضرر الوجود