أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه – السري الرفاء

أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه … هَيهاتِ ضَنَّ سَقامُها بشِفائِه

ما كان هذا البينُ أوَّلَ جَمرة ٍ … أذكَتْ لهيبَ الشَّوقِ في أحشائِه

لولا مساعدة ُ الدموعِ ودَفْعُها … خوفُ الفِراقِ أتى على حَوبائِه

مفقودَة ٌ شِيَة ُ الجوادِ لنَقْعِهِ … وحُجولُ أربعة ٍ لخَوْضِ دِمائِه

أوجحفلٌ لعبَتْ صدورُ رِماحِه … فكأنما انقضَّتْ نجومُ سَمائِه

لَجِبٌ توشَّحَتِ البسيطة ُ سيلَه … وتعمَّمت أعلامُها بعمائِه

متبسِّمٌ قبلَ النهارِكأنما … زَرَّ النهارُ عليه ثَوبَ ضَحائِه

ويُريكَ بينَ مُدجَّجٍ ومُدرَّعٍ … خِلَعَ الرَّبيعِ الطَّلْقِ بينَ نِهائِه

يَثنيه في السَّيْرِ الحثيثِ بلحظِهِ … كالريحِ تَثني الغيمَ في غُلَوائِه

فكأنَّ أشتاتَ الجِبالِ تجمَّعَتْ … فتعرَّضَتْ من دونِهِ ووَرائِه

فهناك تَلْقى الموتَفوق قَناتِه … متبرِّجاَ والنصرَ تحتَ لِوائِه

أَعَدوَّهأوفَى عليكَ مشوَّقاً … بِقِراعِهإذ لستَ من أكفائِه

ومُشمِّراً قد شُلَّمن إدلاجِه … ليلُ التمامِ وملَّ من إسرائِه

ودقيقَ معنَى العُرفِ يجعلُ بشرَه … بدرَ العدوِّ وتلك من أكفائِه

وإذا النَّسيمُ وَشى إليك مصبِّحاً … بمسَرّة ٍفحَذارِ من إمسائِه

قد قلتُإذ سالَت عَدى أمامَه … سَيْلَ السَّرابِ جرى على بَطحائِه

ما بالُه مُغرى ً بوَصْلِ عدوِّه … وعدوُّه مُغرى ً بوَصْلِ جَفَائِه

يا موجِباً حقَّ السَّماحِ بنائلٍ … تتقاصَرُ الأنواءُ عن أنوائِه

والمبتني بيتَ العَلاءِ ببأسِه … فغدا عَلاءُ النجمِ دونَ علائِه

وإذا بحارُ المكرُماتِ تدفَّقَت … فجميعُها تمتارُ من أندائِه

كم مِنَّة ٍ لكَ ألبَسَتْني نِعْمَة ً … تَدَعُ الحسودَ يذوبُ من بُرَحائِه

صُنتُ الثناءَ عن الملوكِ نزاهة ً … وجعلتُه وَقْفاً على آلائِه

ألفاظُه كالدُّرِّ في أصدافِهِ … لا بل تَزيدُ عليه في لألائِه

من كلِّ رَيِّقَة ِ الكلامِكأنما … جادَ الشبابُ لها بِرَيِّقِ مائِه

فالشِّعرُ بحرٌ نلْتُ أنفَسَ دُرِّه … وتنافسَ الشعراءُ في حَصْبَائِه

وأنا الفداءُ لمن مَخِيلَة ُ بَرقِه … حظِّي وحظُّ سواي من أنوائِه

قَمرٌإذا ما الوشيُ حِينَأذالَه … كيما يَصونَ بهاءَه ببهائه

خَفِرُ الشَّمائلِ لومَلَكتُ عِنَاقَه … يومَ الوَداعِ وهَبْتُهُ لحَيائِه

ضَعُفَتْ مَعَاقِدُ خصرِه وعهودهُ … فكأنّ عَقْدَ الخصرِ عَقْدُ وَفَائِه

أدنوإلى الرُّقّباءِ لا من حبِّهم … وأصدُّ عنه وليس من بَغضائِه

للّهِ أيُّ محاجرٍ عنَّتْ لنا … بمُحَجَّرٍإذ ريعَ سِربُ ظِبائِه

ونواظرٍ وجدَ المحبُّ فتورَها … لمّا استقلَّ الحيُّفي أعضائِه

وَ حَياً أرقتُ لبرقِهفكأنه … قَدَحُ الزِّنادِ يطيرُ في أرجائِه

سارٍ على كَفَلِ الجَنوبِمقابلٍ … حَزَنَ البلادِ وسهلَها بعطائِه

حنَّتْ رواعِدهُفأسبل دمعُهُ … كالصَّبِّ أتبعَ شدوَه ببكائِه

وسقَتْ غَمائِمُهُ الرِّياضَكأنما … جُودُ الأميرِ سقى رياضَ ثَنائِه

سَفَهاً لِمَنْ سمَّاه سيفَ حفيظَة ٍ … هلاَّ أعارَ السَّيفَ من أسمائِه

متجرِّدٌ للخطبِ عرَّاضُ القَنا … والمَشرفيّة ُ من مَشِيدِ بنائِه

ومواجهٌ وجهَ العدوِّ بصَعدَة ٍ … ينقضُّ كوكبُه على شَحنائِه

والرومُ تعلمُ أنَّ تاجَ زعيمِها … مُلقى ً بحدِّ السَّيفِ يومَ لِقائِه

لما حماه القّرُّ سفكَ دمائِهم … أضحى يَعدُّ القَرَّ من أعدائِه

حَمَدَ الغمامَ وذمَّه ولربَّما … ساء الحبيُّ وسَرَّ عندَ حبائِه

قَلِقٌيُفنِّيه الحديدُفينثني … جَزْلانَ مثلوجَ الحشا بفَنائِه

إنَّ الربيعَ مُبيدُ خضراءِ العِدا … ومُسيلُ أنفسِهم على خَضْرائِه

ولو أنهم قدَروا على أعمارِهم … وصلوا بها الأحوالَ عمرَ شِتائِه

إن عاقَه عما يحاولُ صِنوُه … وشبيهُه في بِشره وعَطائِه

فكأنَّني بجبينِه في مأزقٍ … متمزِّقٍ عنه دُجى ظلمائِه