أَلاَ يَا نَفَسَ الْمِسْكِ الَّ – بشار بن برد
أَلاَ يَا نَفَسَ الْمِسْكِ الَّـ … ـذِي يُخْلَطُ بالْعَنْبَرْ
شَفَاكَ اللَّهُ مِنْ شَخْصٍ … عَلَى ميعَادِكَ الأَعْسَرْ
تَشينُ الْوَعْدَ بالْخُلْفِ … وأنْتَ الْمُقْبِلُ الْمُدْبِرْ
ومَا قَوْلُكَ لِي أُرْضِيـ … ـكَ إِلاَّ سُكَّرٌ مُسْكِرْ
به تسحر أقواماً … وَعَيْنٌ طَرْفُهَا يَسْحَرْ
أما تذكر ما منـ … يتني منك بلى فاذكر
فإني لستُ بالسالي … وَلاَ النَّاسِي وَلاَ الْمُقْصِرْ
لَقَدْ ذَكَّرَنِي وَجْـ … ـهُكَ وَجْهَ القَمَرِ الأَزْهَرْ
وَمَمْشَاكَ إِلَى الدِّعْصِ … الرُّكَام اللَّيِّنِ الأَعْفَرْ
تعفي أثري عمداً … بجر المرط والقرقر
وعهد الله والميثا … ق بين الستر والمنبر
وَمَلْهَى بِكَ أَحْيَاناً … خلاف السمر المقمر
وإني كنت لا أنسى … فَقَدْ أَصْبَحْتُ لاَ أَذْكُر
فهل يرجعُ لي ذاك … كما كان فلا أفتر
لقد صمتُ عن الجور … لألقاك فما أقصر
وَمَا احْسُدُكَ الْحُسْنَ … ولَكِنْ أحْسُدُ الْمِئْزَرْ
أَلاَ يَا نُورَ عَيْنَيَّ الـ … ـذِي كُنْتُ به أَنْظُرْ
إِذَا مَا غِبْتَ لَمْ أَغْفُ … ولم أسمع ولم أبصر
فما بي من جوى حبـ … ك في الأحشاء والأبهر
عمى تحت جناح الليـ … ل لا يعفي ولا يقصر
أخافُ الموت بالشوق … وبالصبر فلا أصبر
فَلاَ حَيٌّ ولاَ مَيْتٌ … ولكن موقفُ الأشعر