يا دار أقوت بالأجالد – بشار بن برد
يا دار أقوت بالأجالد … بَعْدَ الْمَسُودِ بِهَا وَسَائِدْ
لا غَرْو إِلاَّ دَرْسُهَا … بين الأمق إلى كداكد
يَمْشِي النَّعَامُ بِجَوِّهَا … مشي النساء إلى المساجد
وَلَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الْخَرَا … ئد يتصلن إلى الخرائد
حُورٌ أوَانِسُ كالدُّمَى … أوْ كالأَهِلَّة ِ فِي الْمجاسِدْ
رُجُحُ الرَّوَادِفِ وَالشَّوَى … لا يأتزرن على الرفائد
متهللات في العبير وفي … وَفِي الزَّبَرْجَدِ وَالْفَرَائِدْ
لا يرعوين إلى المريب ولا … وَلا يُنِينَ عَلَى الْمَرَاصِد
أيام عبدة وسطهن … كأنها أم القلائد
يَحْسُدْنَ فَضْلَ جَمَالِهَا … لا تَعْدَمِي حَسَدَ الْحَوَاسِد
لِلَّهِ عَبْدَة ُ إِذْ غَدَتْ … مِنَّا تُزَفُّ إِلَى ابْنِ قَائِدْ
كَالْحَلْي حُسْنُ حَدِيثِهَا … وَدَلاَلُهَا إِحْدَى المَصَايِدْ
ولقد نعمت بروحها … ودفعت عن جسد مساعد
يَا شَوْقَهَا لِفِرَاقِنَا … وَتَقَلّبِي فَوْقَ الْوسَائِدْ
يَا عَبْدَ قَدْ شَخَصَ الْفُؤَا … دُ وَقَدْ شَخَصْتِ فَغَيْرُ بَاعِدْ
قرع الوشاة فأطرقوا … وَشُغِلْتِ عَنَّا أمَّ عَابِدْ
لا تُنْجِزِينَ مَوَاعِدِي … وَيْلِي عَلَى تِلْكَ الْمَوَاعِدْ
وَلقَدْ أقُولُ لِمُولَعٍ … غيران يقعد بالقصائد:
يا ذا المقحم سادراً … أقْصِرْ فَإنَّكَ غَيْرُ رَاشِدْ
لا تُوعِدَنّي بِاللِّقَا … ءِ وَقَدْ شَرِبْتُ دَمَ الأَسَاوِدْ
لا أتقي حسد الضغيـ … ـنِ وَلاَ أخَوَّفُ صَوْتَ رَاعِدْ
يَخْشَى الأُسُودُ عَرَامَتِي … ونقي معتلج الأوابد
جُرْحٌ بِأفْواهِ الرُّوَا … ة لدى المجالس بالمناشد
ولنعم جندلة الردى … في مأقطٍ كالسيف عاند
أشفى من اللمم المعن إذا … تَقَحَّمَ غَيْرَ قَاصِدْ
فَدَعِ الْفُضَولَ لأَهْلِهَا … قَطَعَ الْمِرَاءَ حُضُورُ صَاعِدْ
وإذا خشيت محيطة ً … من وارق الجهلات زائد
فاندب لها روح القلو … بِ فليْس عنْ شرفٍ ببارِدْ
نوه بأروع مسعرٍ … لِلْحَرْبِ فِي الْغمراتِ قائِدْ
أسد الخليفة تلتقي … بِشباتِهِ نحْر الْمَكَايِدْ
وفتى الْعشِيرة فِي الْحِفا … ظ وزينها عند المشاهد
يجري بصالحة الخليل … وليس عن ترة ٍ براقد
كثرت مواهبه الكبار … لِصادِرٍ مِنَّا ووارِدْ
يعطي القيان مع اللهى … من سيب مشترك الفوائد
وترى الحلول ببابه … من بين مختبطٍ ووافد
متعرضين لسيدٍ … عجلان بالمعروف زائد
عَطَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُهُمْ … وعلى فواضله العوائد
روحٌ يروح مع الندى … ويراح للبطل المناجدْ
تَرَّاكُ ألْحِيَة ِ الْحَنَا … وإلى الوغى سلس المقاود
نِعْمَ الْفَتَى يَسْعَى بِهِ … صِيدُ الْمحِيلِ مِنَ الأَصَايِدْ
وإذا الرياح تروحت … مُقْوَرَّة ً جَسَدَ الْمَقَاحِدِ
وَتَنَاوَحَتْ شُعَبَ الذئَا … ب ولم تجد عوداً بعاضد
مَطَرَتْ سَحَائِبُهُ عَلَيْـ … كَ مِنَ الطَّرَائِفِ وَالتَّلاَئِدْ
حللاً ومعلمة الوجو … هِ وَكالظِّباء مِن الْولاَئِدْ
فاظفر بحظك من أخٍ … متدفق الشربات ماجد
يُجْدِي عليْك بِمالِهِ … وبِسْيفِهِ عِنْدَ الشَّدائِدْ
سام لزلزلة الحرو … ب يظله خرق المطارد
مَلْكٌ مِن الْملِكِ الْهُما … م لكفه وصلت بساعد
دماغ هامات الربى … بمجر أرعن ذي رثائد
ومُعوَّدٌ ضرْب الرِّقا … بِ وفكَّهُنَّ مِن الْحدائِدْ
أهْلِي فداؤُك منْ أميرِ … جماعة ٍ راعٍ وذائِدْ
يغدو البخيل مذمماً … وغدوْت ترْفُلُ فِي الْمحامِدْ
وَكَفَيْتَ رَهْطَكَ وَاحِداً … للّه دَرُّكَ أيَّ وَاحِدْ
رَكَّابُ أهْوَال الْمُلُو … كِ مُنَاوِياً سَبَلَ الرَّوَاعِدْ
وَيَرُوحُ أطْوَلَهُمْ يَداً … في فعلهم وعليك شاهد
وَيُرِيكَ خَيْراً في غَدٍ … وَلِذَلِكَ الْغَتَلِيِّ زَائِدْ
وتعود حين تسرنا … وَأخُو الْفَعَالِ عَلَيْكَ عَائِدْ
وَلَقَدْ أقَمْتَ قَنَاتَنَا … وَسَقيْتَنَا وَالْمُزْنُ جَامِدْ
أصلحت أمر جميعنا … ووفيت منا بالمعاهد
وتركت قلعة ورزنٍ … كمساربٍ البقر الروائد
سِيَّانِ مَعْطِنُ أهْلِهَا … ومعاطن الغبر الجدائد
وَأَرَى الْبُصَيْرَة َ أشْرَقَتْ … وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَا الْمَجَاسِدْ
وَعَلَى الْمَسَارِحِ نَضْرَة ً … وَعَلَى الْمَصَادِرِ وَالْمُوَارِد
ولقد جرت حلباتهم … فَسَبَقْتَهُنَّ وأنْتَ قَاعِدْ
بِخُؤُولَة ٍ قَرَعُوا الْعُلَى … وبفضل أعمام ووالد
فَاقْدَحْ زِنَادَكَ بِالْمُهَلَّبِ أوْ … قَبِيصَة َ ذِي الْمَرَاقِدْ
أوْ حَاتِم بَلَغُوا الْيَفَا … عَ وَضَوْءُ نَارِكَ غَيْرُ خَامِدْ
بل أيها الرجل المصيـ … إِلَى الأَقَارِبِ وَالأَبَاعِدْ
اعرف فتى ً بفعاله … شتان بين ندٍ وجامد
الفضل عند بني المهلب … في المقاوم والمقاعد
قومٌ إذا جحد الربيع فـ … ما ربيعهمو بجاحد
لا يبخلون على القصي وينـ … عمون على المساند
ومُرفَّلِين علَى الْعشيرة ِ … الحلوم وفي الوطائد
ولقد حلفتُ بربِّ مكـ … ـه والمحلقة السواجد:
ما نال فضْل بنِي الْمُهلَّبِ … ذ كانوا جود جائد
فإذا أردْت سِبيلهُمْ … فِي الْوُدِّ والشَّكِّ الْمُبَاعِدْ
فَانْكِ الْعِدى ورِدِ الرَّدى … وابْذُلْ فما شيْءٌ بخالِدْ