أقولُ لصاحبي والوجدُ يمري – الأبيوردي
أقولُ لصاحبي والوجدُ يمري … بوجرة َ أدمعاً تطأُ الجفونا
أَقِلَّ مِنَ البُكاءِ فَإِنَّ نِضْوِي … يكادُ الشَّوقُ يورثهُ الجنونا
فأرَّقنا قبيلَ الفجرِ ورقٌ … بها تقري مسامعنا لحونا
وبتُّ وباتَ منتزعينِ ممّا … يُطيلُ هَوى سُعادَ بِهِ الحَنينا
رُمينَ بِأَسْهُمٍ يَقْطُرْنَ حَتْفاً … وَلا رَشَّحْنَ فَرْخاً ما بَقينا
أَمِنْ حُبِّ القُدودِ وَهُنَّ تَحْكِى … غُصونَ البَانِ يَأْلَفْنَ الغُصونا
ومنْ شوقٍ بكينَ على فقيدٍ … فَإِنَّ الشَّوْقَ يَسْتَبْكي الحَزينا
وأصدقنا هوى ً منْ كانَ يذري الـ … دُموعَ فَأَيُّنا أَنْدى عُيونا؟
وَما تَدْري الحَمائِمُ أَيُّ شَيْءٍ … على الأثلاتِ يلهمنا الرَّنينا
وأَكْظِمُ زَفْرَة ً لَوْ باتَ يَلْقَى … بِها أَطْواقَها نَفَسي مُحيِنا
وهاتفة ٍ بكتْ بالقربِ منّي … فقال لها سجيري أسعدينا
ونوحي ما بدا لكِ أنْ تنوحي … وحنّي ما استطعتِ وشوِّقينا
فقدْ ذكَّرتنا شجناً قديماً … وَأيَّ هوًى على إِضَمٍ نَسِينا
أننسى لا ومنْ حجّتْ قريشٌ … بَنِيَّتَهُ، الحَبيبَ وَتَذْكُرِينا