like-empty

كلمات

klmat.com

sun

أبو غازي السلام عليك منّا ... و عفوا أيّها الملك الهمام
فما ضاق الكلام بنا ، و لكن ... وجدنا الحزن أرخصه الكلام
و خطبك لا يفيه دمع باك ... فموتك من بني العرب يبكي الغمام
و نحن أحقّ أن نبكي و نرثى ... فموتك من بني العرب انتقام
خبا نبراسنا ، و اللّيل داج ، ... و كنت حسامنا ، فنبا الحسام
كأنّك قد وترت الموت قدما ... وهابك في كنانتك السّهام
فدبّ إليك مثل اللّصّ ليلا ... و كان الموت ليس له ذمام
طوى الدنيا نعيّك في ثوان ... فريع البيت و البلد الحرام
و " دجلة " كالطّين له أنين ... و في " بردى " التياع و اضطرام
ورحنا بين مصعوق وساه ... كمن صرعت عقولهم المدام
كأنّ الأرض قد قد مادت و فضّت ... عن الموتى الصفائح و الرّجام
فمن للبيض و الجرد المذاكي ؟ ... و " فيصل " بات يحويه الرّغام
و من للحقّ ينشره لواء ... به للنّاس هدي و اعتصام
توارى المجد في كفن و لحد ... و غابت في التراب منّى عظام
مضى وحديثه في الناس باق ... كعمر الشّمس ليس له انصرام
فيا جدثا حواه لست قبرا ... و لكن أنت في الدنيا وسام
حياتك " يا أبا غازي " حياة ... كفصل الصّيف : زهر و ابتسام
وقد تحصى الكواكب و الأقا ... حي و لا تحصى أياديك الجسام
مددت إلى منى العرب الغوافي ... يدا ، فتفتّقت عنها الكمام
و أمسى بندهم و له خفوق ... و أمسى عقدهم و له نظام
و كم أسقمت جسمك كي يصحّوا ... و حالفت السّهاد و هم نيام
و كم جازيت عن شرّ بخير ... و كم جازاك بالغدر الأنام
خذلت فما عتبت على صديق ... و لم تحنق وقد كثر الملام
و كم قد فزت في حرب و سلم ... فلم يلعب بعطفيك العرام
خلائق من له عرق كريم ... و خطّة من له قلب عصام
خذوا الخلق الرفيع من الصحا ... ري ، فإنّ النفس يفسدها الزحام
و كم فقدت جلالتها قصور ... و لم تفقد مروءتها الخيام
و قالوا اندك عرشك في دمشق ... كأنّ العرش أخشاب تقام
و كيف تهدّ سدّتك العوالي ... و لم يسلبكها الموت الزؤام ؟
فما كان انتصارهم علاء ... و لا كان انكسارك فيه ذام
إذا لم تنصر الأرواح ملكا ... فأحسن ما حوى جثث وهام
و ما زالت لك الأرواح فيها ... و ما زالت عشيرتك الشآم
تصفّق لاسمك الأمواه فيها ... و يهتف في خمائلها الحمام
و بذكر أهلها تلك السجايا ... فيشرق من تذكّرها الظلام
و ليس أحبّ من حرّ مؤاس ... إلى شعب يساء و يستضام
فقل للساخطين على اللّيالي ... و من سكنوا على يأس و ناموا
سينحسر الضباب عن الروابي ... و يبدو الورد فيها فيها و الخزام
و يصفو جوّنا بعد انكدار ... و يسقى أرضنا المطر الرّهام
و نرجع أمّة ترجى و تخشى ... و إن كره الزعانف و الطّغا
like-empty