ليث الصندوق
يوتوبيا – ليث الصندوق
حين نبني مدينتنا الحالمة سنسندُ أسوارَها بقيود معاصمنا وبوديانها سنحرّرُ أدمعَنا لتكونَ نهوراً ونعجنُ أكبادَنا للصخور ملاطاً ونَنجُرُ أضلعنا لتكون قوالبَ فيها نصبّ الأساس ونرفع من زفرات الأنين سماءاً ونخفضُ هاماتنا أو نطيح بها كي لا تُعيقَ انسيابَ الغيوم ومن ثَمَّ نسكن...
لم نمتْ بعد – ليث الصندوق
لمّا نزلْ نتنفسُ عبرَ الثقوب التي فتحتها الرصاصاتُ فينا لمّا تزل كلماتُ الوداع باعماقنا تتهاوى كصخرة ومن فرط أدمعنا نستغيثُ : انقذونا من الطوفان وبالرغم من اننا غارقون فاهاتنا كافياتٌ لأن نتنفس تحت الدموع قضينا من العمر أكثرَهُ نتسلق تلك السلالم من...
مواجهة – ليث الصندوق
قنابل الصمت التي نبلعها خوفاً من العيون والأذان والأحذية سرعان ما تُفجَرُ في بطوننا ناثرة من حولنا القمامة لابأس إن عشنا بلا أصدقاء وراءَنا أقدامُنا تمشي ونارُنا في طيّة الأثواب وسيفنا المغمد ُفي أجفاننا يدفعنا بالرغم من إحجامِنا لساحة المواجهة لابأس إن...
قِلاعٌ من فلّين – ليث الصندوق
ليس لي من منجم الأيام ِذِكرى كلّ ما أملكُهُ يسرقهُ في الغد غيري لم يعد وجهي جميلاً قضمتْ منه ثعابينُ السنين خنجري يقطر قيحاً وغنائي صوتُ ناقوس خشب أخرجوا من تحت قمصاني لكي أسهرَ مع قمليَ في ضوء النجوم عندما أنشجُ لا...
حِوار – ليث الصندوق
أحاور هذي الحصاة وأحملها معَ همّي ولو أنا خُيّرتُ بين العزيزين كنتُ تخليتُ عنه وما كنت يوماً تخليت عنها تقول الحصاة : كلانا تحدّر من قمة فهو ليس يعود إليها وما زال في سعيه يتدحرج نحو القرار تشبّثْ وإن كنتَ تعلم أن...
خشبة الغريق – ليث الصندوق
إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكُفر : خذني معك ” أبو ذر الغفاري” أخرج أطرافيَ من ثقوب جدراني لأضرم النيران في الشمس التي تكاد أن تنطفي ألوحش يعوي وعلى كتفي أظفاره وتحت أنقاض المباني تحتمي أحلاميَ الخائفة لمّا أعد أبكي...
سقوط نيزك في المدينة – ليث الصندوق
كأنّا ما التقينا بعد عمر من أخوّتنا سوى وقت الوداع وكأنّ كفي ما تلمّستِ الصباح اليك وأعصابي التي شُدّتْ إلى فرن تعود لتهتري شوقي إليك يُزلزلُ الطرقات فافتحْ – لأنشدَ – بابَ جنات فِساح أو رُدّ لي روحي التي لهثتْ على الأحجار...
طائرُ الوهم – ليث الصندوق
عذراً فأنا لست أجيد سوى الأحلام أطلق رأسي يرعى بين الغيم وعلى صدري ينشر ألاف البدو مضاربهم وينامون أدركت بأنّ يدي تمسك أشباح العتمة تغسلها وتفلي فروتها وتعدّ لها في دنيا الناس بيوتاً وعلى جسدي تتفتت أقنعتي كالورق اليابس لكنّ غصوناً نادية...
تبادلُ الأخطاء – ليث الصندوق
قصائدي أكتبُها لليل كي ينجلي قبيلَ أن أطلقها مثلَ الحماماتِ على السّائحين فالروح في أقفاصها إن لم تكن بلبلاً فانها ذبابة ٌتطنّ تحت اللحاف لما أعدْ اخجلُ من عَثرتي أسيرُ كالأحدب تحتَ صخرة الألم وأتبعُ الشيطان فهو توأمي نستبدلُ الأخطاءَ فيما بيننا...
ألملول – ليث الصندوق
مَللتَ من الموت فتحيّنتَ ساعة َنومي لتدخلَ بيتي من النافذة وادّحرجت في الممرات عيناكَ مثل كُرات الزجاج لماذا طويتَ الفِراشَ وغصتَ بموجة قار ؟ ولِمْ أعتمتْ مقلتاكَ ؟ (ما بين جفنيهما كانَ مَهوى الشُهُب ) ذراعاكَ موثوقتان بحبل الشفق ورأسُكَ منغرزٌ بالمسامير...
ألنديم – ليث الصندوق
أراكَ قريباً وأنتَ بعيدٌ ونجمُكَ يهوي بصحن الحَساء وخلفَ الغيوم التي اتسختْ من غناء الملاهي مدائنُ جائعة ٌ وحدائقُ محروقة ٌ وسواق ٍبها قد طفتْ جثث الغارقين من أجل كل الغناء الجميل تموتُ بصمتٍ وغيرُكَ من أجل قيءِ الملاهي يدقّ الطبول ولكنّ...
التعيس – ليث الصندوق
أدخل ِالقصرَ وسمّرْ وراءَك الأبواب لا تنظرْ من النوافذ إلى الشمس أخرج لها يدك واجلدها بسوط فالعرايا ينامونَ في السواقي وأنين الجوعى يُقوّضُ الجدران لا تحزنْ فالألافُ التي تثقب أعينَها صلابة ُالسماء أصبحتْ ملاييناً نَمْ في مغارة الكنز متخذاً أكياسَ الذهب وسائد...
ألسّلالمُ العالية – ليث الصندوق
لا بأسَ سنلقي بأنفسنا من الطوابق العُليا لنتصافحَ في طريقنا للسقوط أو نتعانقَ أو نعيدَ إحكامَ أربطةِ العُنق لقد حوّلتنا الطوابقُ العُليا إلى أعداء ننظرُ إلى بعضنا عبرَ فوهات البنادق ونرسل الكلابَ إلى السوق تتبضّعُ نيابة ًعنا ركضنا في الدهاليز كمن تطاردُهُ...
إحتجابُ الرجال المهذبين – ليث الصندوق
ولِمَ لا إنهم رجال مهذبون يلبسون سراويلهم برؤوسهم وفي أقدامهم القبعات متحضّرون أمام عدسات المصوّرين يتحدّثون عن حقوق الدجاج ويوقعون في مغاطس حماماتهم على الصكوك فإذا غادروا المغاطس سكبوا مياهها في جيوبهم وحملوها كالأطفال إلى بيوتهم على الأكتاف لقد أودعوا مفاتيح زنازينهم...
أحلام رجل دائمِ اليقظة – ليث الصندوق
أحلمُ ألا يلدغني ثعبانٌ يخرجُ من كُمّي ساعات النوم أو من كمّ حبيبي ساعات عناق أحلم ألا يوقظَني في الفجر عواءُ ذئاب ألا أصحو من نومي بفراش ٍمنقوع بدَم ٍ ألا يغدو الشارعُ ساحة َحرب يتفرّقُ فيهِ الجيرانُ على جبهات أحلمُ ألا...
أصدقائي المتعبون – ليث الصندوق
بالرغم مما يعتري نهارَهم من غبرة وما على أكتافهم تنبتُ من أشواك فلم تزلْ أفواهُهم مملوءة ًكانها الأقفاص بالبلابل بالرغم من قاطرة تمضي كسهم طائش لعتمة الزمن نافثة ًمن رئة مملوءة بالدخان فلم تزل أحداقهم تضيءُ في مساء أحزانيَ كالنجوم بالرغم من...
نريدُ هواءاً – ليث الصندوق
قوّضوا السقوف نريد هواءاً حمّلوا الصقورَ رسائلَ حُبّ إلى الفئران والأرانب ملايينُ البشر يحتضرون ورئاتهم تُحِّلقُ كالمناطيد نريد هواءاً أيامُنا معدودة ستتحوّل الأرضُ إلى كرة بلا لاعبين قدّموا عروضكم لمناقصة استيراد الهواء فجّروا حروباً أخرى أنفقوا أموالكم للتقرب من الملائكة والأنبياء فالناسُ...
عودة ُ سُفن تائهة – ليث الصندوق
قبلَ قرون غطستْ في قيعان البحر سفائنُ حربية وبلا نُذر ٍ عادتْ تطفو بموانيءَ أوربيّة في مُفتتح ِالقرن ِالحادي والعشرين وترجّلَ منها جيشٌ حيٌّ لم يقضمْ تنينُ الأعصُر ِمن عُدّتِهِ إلا عُوّضَ عنها أضعافَ زياداتٍ في الأعمار كانت أسيافُ البَرَدِ تُعبّيءُ أشلاءَ...