لم نمتْ بعد – ليث الصندوق

لمّا نزلْ نتنفسُ

عبرَ الثقوب التي فتحتها الرصاصاتُ فينا

لمّا تزل كلماتُ الوداع

باعماقنا تتهاوى كصخرة

ومن فرط أدمعنا نستغيثُ :

انقذونا من الطوفان

وبالرغم من اننا غارقون

فاهاتنا كافياتٌ لأن نتنفس تحت الدموع

قضينا من العمر أكثرَهُ نتسلق تلك السلالم

من أجل أن نبلغ المشنقة

وفي موقع بالسماء

يعدُّ الملائكة الغاضبون لتضييفنا

حزمة ًمن سياط

أنغفو ؟

وفي فرُش النوم كومُ الإبر

أنمضي ؟

وكل المسالك مسدودة بالذئاب

ولمّا نمتْ نحن بعدُ

أجفاننا دُبغتْ للنيام نعالاً

وللحاكمين شراييننا نسجتْ جورباً

والشياطينُ تحت وسائدنا

خبّأوا كل ما في كوانينهم من رجوم

ولمّا نمت نحنُ بعدُ

برغم سياط

أحالت جماجمنا لسلال قمامة

فاهاتنا كالسكاكين تدمي حناجرنا

واظفارنا ـ حين نغفوا

تظلّ مسهّدة ًوهي تحرس أهدابنا

وحينَ تَسُدَُ يدٌ من حديد ثقوبَ مناخيرنا

نتنفس عبرَ المسام

… ولما نمتْ نحن بعد

ففوق مناكبنا

رسمت قدم الذلِّ بالوحل صورتَها المخجلة

وحتى إذا نحنُ متنا

فإنَّ صفيرَ السياط سيوقظنا