عناد – محمد مهدي الجواهري

عِنادٌ من الأيَّامِ هذا التعَّسفُ … تحاول منّي أنْ أُضامَ وآنفُ

وتطلبُ أن يُستَّل في غير طائلٍ … لسانٌ فراتيُّ المضاربِ مُرهف

وللنفسُ مِنْ أنْ تألفَ الذلَّ خُطَّةَ … أجلُّ . ومن أن تُرخص القول أشرف

فكان جزائي شرَّ ما جُوزي امرؤ … عن العيشِ ملتاثِ المواردِ يعزف

تعرَّفْ إلى العيش الذي أنا مُرهقٌ … به . وإلى الحال التي أتكلَّف

تجِد صورةً لا يشتهي الحرُّ مثلَها … يسوءُ وقوفٌ عندَها وتَعرُّف

تجد حَنقاً كالأرقم الصلِّ نافخاً … وذا لَبدٍ غضبانَ في القيد يرسف

أُنغَصُّ في الزاد الذي أنا آكلٌ … وأشْرَق بالماءِ الذي أترَّشف

كما قذفَ المسلولُ من لُبَّة الحشا … دماً ، أستثيرُ الشعرَ جمر وأقذف

وإنّي وإنْ مارستُ شَّتى كوارثٍ … إذا راحَ منها مُتْلِفٌ جاء متلف

فما حزُّ في نفسي كغدرةِ غادرٍ … له ظاهرٌ بالمُغرِيات مُغلَّف

وفرحةِ أقوام شجاهم تفوُّقي … بأني عنهم في الغنى متخلِّف