إبن الشام – محمد مهدي الجواهري
أسفا تبيت رباك ، وهي مدرّة … للرزق ، رهن الفقر والاملاق
خدعوك إذ سمّوا قيودك حلية … ما أسبه الاصفاد بالأطواق
لك في العراق جوانح ملهوفة … تشكو الذي تشكينه وتلاقي
أني شآمي إذا نسب الهوى … وإذا نسبت لموطن فعراقي
ويذيع منك البرق كامن لوعتي … فيدي على قلبي من الاشفاق
رقت طباع بنيك فهي إذا انبرت … سألت كصفو نميرك الرقراق
كم في الجوانح لي إليهم زفرة … كمنت ليوم تزاور وتلاقي
ورسائل برقية مهزوزة … اسلاكها من قلبي الخفاق
أما الهوى فدليله شرقي متى … ذكروا رباك بدمعي المهراق
أرقت أجفاني فلو راودتها … غمضاً لما طاوعن في الاطباق
قالوا : دمشق ، فقلت : غاية الربى … قالوا : لذاك تطاول الاناق
أبن الشام سلام صب واجد … يهدي إليكم أكرم الأعلاق
يهفو إليكم لوعة لا مدَّعي … ما أهون الدعوى على العشاق
أنا ما بكيت الشعر ذل وإنما … أبكي الشعور يباع في الأسواق
أنا للتجاذب نقطة إن سَّرني … لقياكم ساء العراق فراقي
ما كان أصفى ما أسال من الهوى … هذا اليراع بهذه الأوراق